
11-22-2025 12:25 PM عرعر اليوم :
الفرق بين ثقافة التصحيح وثقافة التجريح
النقد يُصلح الانسان وكذلك المجتمع اذا كان نقدًا بناءًا . ونقدًا من أجل التطوير وليس من باب ( الشماته ) .
فإن كان بناءًا فنتقبله بصدر رحب ولانتضجر منه .
لكن النقد من باب التشفي والشماته ومحاربة الناجحين هذا هو النقد المذموم جملةً وتفصيلا .
لذلك لابد ان اردنا النقد ان نكون مؤهلين لذلك وحتى نصل إلى ثقافة نقد راقية، لا بد أن ندرك أن النقد ليس مجرد كلمات تُقال، ولا ملاحظات تُلقى في اللحظة، بل هو فن ومهارة ومسؤولية. فالنقد الحقيقي يبدأ من نيةٍ صادقة، ورغبة في الارتقاء، وحرص على إصلاح الخلل لا كشف العيوب أمام الآخرين.
إنّ من أهم شروط النقد البنّاء أن يكون قائمًا على الموضوعية لا على العاطفة، وأن يركز على الفعل لا على الشخص، وعلى السلوك لا على نوايا الإنسان التي لا يعلمها إلا الله. فالمؤهل للنقد هو من يمتلك علمًا ومعرفة وخبرة، ويستطيع أن يرى المشكلة من زوايا متعددة، ثم يقدم الحلول بنفس قدْر ما يذكر الأخطاء.
كما أن الناقد الحقيقي يختار الأسلوب اللطيف والكلمة المناسبة والوقت الملائم، فرب كلمة قيلت بلطف غيّرت الكثير، ورب كلمة قيلت بحدة قتلت الدافع وأطفأت الحماس. النقد البنّاء يُحيي ويُنهض، أما النقد الهدّام فيُحبط ويُفرّق.
ونحن اليوم في مجتمع يصنع الفارق حين يتبنى ثقافة التصحيح بدل ثقافة التجريح، وحين ندرك أن الارتقاء جماعي، وأن نجاح الآخر لا يُنقص منّا شيئًا. فإذا أردنا أن نُنقد فليكن نقدًا يضيف، ويرفع، ويصنع أثرًا، ويترك في القلوب احترامًا لا جرحًا.
وفي النهاية…
النقد مسؤولية، واحترام، وأمانة، ومن يجيد النقد البنّاء هو شريك في التطوير، لا خصمًا ولا منافسًا ، ومن لايجيده سوف
يكون زارعًا للحقد محاربًا للنجاح . 0
خدمات المحتوى
| تقييم
|