
11-20-2025 07:05 PM عرعر اليوم :
طفل اليوم .. استثمار الغد
باحثة ومختصة في التربية الخاصة
تشهد مرحلة الطفولة تغيرات متسارعة في النمو الجسدي والانفعالي والعقلي والاجتماعي، وهي تغيّرات لا يمكن اعتبارها عابرة، بل تمثّل الأساس الذي تُبنى عليه شخصية الإنسان في المستقبل.
فما يكتسبه الطفل في هذه المرحلة من خبرات، وما يمرّ به من تجارب وتفاعلات، يسهم في تشكيل فكره وسلوكه واتجاهاته حين يكبر.
تشير الدراسات إلى أن السنوات الخمس الأولى من عمر الطفل تمثّل المرحلة الأسرع في نمو الدماغ وتشكّل الشخصية، ففيها تتطور قدراته على التعلّم والإبداع والحب والثقة بالنفس.
إلا أن الإهمال أو سوء المعاملة في هذه المرحلة الحساسة قد يتركان أثرًا عميقًا في نفس الطفل، ينعكس على اتزانه الانفعالي وتواصله الاجتماعي حتى مراحل متقدمة من حياته.
إن التربية ليست فيما نقدّمه للطفل من تعليم أو احتياجات مادية فحسب، بل في الطريقة التي نُقدّم بها الرعاية والدعم لتنشئة شخصيته وقدراته.
فعندما يحظى الطفل بالتغذية السليمة، والتوجيه الواعي، والاهتمام من والديه أو الجهات الحاضنة له، يزدهر نموّه ويتعلّم بثقة وسرعة.
ولأن طفل اليوم هو استثمار الغد، فإن مسؤوليتنا — كمجتمع ومؤسسات وأُسر — تتمثل في توفير بيئة آمنة ومحفّزة، تحتضن فضوله، وتنمّي قدراته، وتمنحه الثقة ليعبّر عن ذاته بحرية واستقلالية.
فالطفولة ليست مجرّد مرحلة زمنية في عمر الإنسان، بل هي البذرة التي تُثمر مستقبل الأفراد والمجتمعات.
إن الاهتمام بالطفل اليوم ليس ترفًا تربويًا، بل هو استثمار وطني وإنساني يُبنى عليه وعي الغد وازدهاره.
بقلم الأستاذة :
خلود عطاالله الحربي
باحثة ومختصة في التربية الخاصة
 0
خدمات المحتوى
| تقييم
|