11-15-2025 06:56 AM عرعر اليوم :
"في بيتِنا مُدمن"
ليس مدمنًا على مُخدّر أو عادةٍ محرّمة، بل مدمنٌ على الألعاب الإلكترونية؛ إدمانٌ بدأ بلعبة ممتعة، وانتهى بعالمٍ يبتلع الوقت، ويشوّه العلاقات، ويزرع العزلة في قلب صغير كان يفترض أن يمتلئ بالحياة.
حينما تُلاحظ أن ابنك أو ابنتك يهربان إلى الغرفة، يُغلقان الباب، ويغوصان في شاشة لا ترحم، وحينما ترى الشرود في أعينهم، وفقدان التركيز في الدراسة، والتوتر عند محاولات سحب الجهاز…
فلتعلم أن هذا ليس مجرد حب للّعب، بل هو إدمان… نعم إدمان.
إدمانٌ يُغيّب العقل عن الواقع، ويزرع التشتّت في الذهن، ويُضعف مهارات التواصل، ويُحوّل الطفل من كائن اجتماعي إلى شخصٍ يعيش داخل شاشة، يُقاتل أعداءً وهميين، ويخسر علاقاته الحقيقية.
الأخطر من ذلك، أن هذا الإدمان لا يسرق الوقت فقط، بل يسرق:
• النوم
• التحصيل الدراسي
• التفاعل الأسري
• الهوية الشخصية
• قدرة الطفل على اتخاذ القرار
والمؤلم أن الأهل يكتشفون المشكلة بعد فوات الأوان، حينما يتحوّل الغياب المؤقت إلى عزلة دائمة، وحينما يتلاشى الحماس، وتنطفئ الابتسامة، ويحل محلها توترٌ، غضبٌ، وانسحابٌ عن الحياة.
كيف نُنقذ أبناءنا من هذا المستنقع؟
• ضع حدودًا واضحة للوقت: لا تترك الجهاز مفتوحًا بلا قيود.
• شاركهم اللعب أحيانًا: لتفهم عالمهم وتكسب ثقتهم.
• ابنِ بدائل ممتعة: هوايات، رياضة، أنشطة أسرية.
• راقب المحتوى: فليست كل لعبة مناسبة لعمرهم أو لقيم الأسرة.
• كن قدوة: فالأطفال يراقبون، ويقلّدون.
إنّ إنقاذ طفلٍ من إدمان الألعاب الإلكترونية ليس صراعًا مع الشاشة، بل هو إعادة بناء علاقة، وإعادة توجيه عقل، وإعادة إنعاش روح .
واختم بحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم حين قال (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته )
 0
خدمات المحتوى
| تقييم
|
الأستاذ سالم رجاء الموط يكتب مقال لعرعر اليوم بعنوان "في بيتِنا مُدمن" 