10-25-2025 06:57 AM عرعر اليوم :
مهارة النسيان .. مفتاح التغيير الحقيقي
في زمنٍ تسارعت فيه الأحداث، وأصبحت الأيام قصيرةً جدًا، صرنا نعيش وكأننا نركض في سباقٍ بلا خط نهاية.
الأمس يطلّ علينا بذكرياته الثقيلة، والغد يلوّح من بعيد محمّلًا بالاحتمالات، ونحن عالقون بين مطرقة الماضي وسندان التغيير.
كثيرون يتحدثون عن التغيير، لكن قليلون من يجرؤون على البدء.
ولعلّ السبب الأبرز هو الماضي؛ ذلك الزائر الثقيل الذي يرفض المغادرة.
من لا يملك مهارة النسيان لن يستطيع أن يتقدم خطوة واحدة نحو الأمام.
النسيان ليس ضعفًا، بل فن من فنون البقاء.
هو نظام الحماية الذاتي للعقل؛ يشبه خاصية “إفراغ سلة المهملات” في الحاسوب.
لكن المشكلة أننا نحتفظ بملفات الندم والأخطاء في مجلد خاص اسمه “قد أحتاجها لاحقًا!”
فنعيش نتغذى على ما مضى، ونفقد شهيتنا لما هو آتٍ.
التغيير لا ينتظر المترددين، ولا يرحم المتعلقين بالماضي.
من ظلّ يطالع الخلف في مرآة حياته، سيصطدم بأول منعطف في طريقه.
الناجحون لا ينسون لأنهم باردو المشاعر، بل لأنهم اختاروا أن يغلقوا أبواب الأمس برفق، ليتركوا للغد متسعًا للدخول.
ابدأ اليوم، لا غدًا.
اغسل قلبك من شوائب الأمس، وقل لنفسك بكل هدوء:“ما دام الماضي لا يقدّم خدمة التوصيل للمستقبل، فلماذا أطلبه كل يوم؟”
ابدأ الآن… فالحياة تنتظرك
التغيير لا يحتاج معجزة، بل قرارًا صادقًا تتخذه في لحظة وعي.
أن تقول: “كفى… أنا أستحق حياة جديدة.”
أن تختار أن تتعلّم من الماضي لا أن تبقى أسيره.
أن تكتب فصلًا جديدًا بدل أن تكرر القديم ألف مرة.
الحياة لا تنتظر من يطالع الخلف،
بل تفتح ذراعيها لمن يملك الشجاعة أن يبدأ رغم الخوف، ويكمل رغم التعب.
فكل تجربة مررت بها كانت تمهيدًا لما أنت عليه اليوم.
وكل لحظة قادمة هي فرصة لإعادة رسم نفسك كما تتمنى.
انسَ ما يجب نسيانه، واحتفظ بما يستحق البقاء ، ثم امضِ بخطوات واثقة نحو غدٍ مختلف.
فمن يجرؤ على التغيير،
هو وحده من يستحق أن يعيش قصته الجديدة.
بقلم الأستاذ :
سالم رجاء الموط
 0
خدمات المحتوى
| تقييم
|
الأستاذ سالم رجاء الموط يكتب مقال لعرعر اليوم بعنوان "مهارة النسيان .. مفتاح التغيير الحقيقي" 