| 
 10-21-2025 05:40 PMعرعر اليوم : 
 
 "القهوة بعشرة والانتاجية بريال"  قديمًا، كانت القهوة لا تُباع ولا تُشترى، بل تُقدَّم من القلوب قبل الأيدي، في المجالس بعد صلاة الفجر.
 يجتمع الرجال، يتبادلون الأحاديث والضحكات، ثم ينفضّون كلٌّ إلى عمله قبل أن تشرق الشمس تمامًا.
 كانت تلك الساعة الصباحية مدرسة في الانضباط والبساطة، فحين يشربون القهوة، يشربون معها الهمة والنشاط، لا الكسل والتسويف.
 
 أما اليوم، فالقهوة صارت “مقدسة” أكثر من بعض الطقوس!
 من لم يصحُ للفجر، يصحو للقهوة، ومن لم يقرأ ورد الصباح، يقرأ قائمة الطلبات في المقهى السحابي وغيره .
 
 يقف في الطابور بعين نصف نائمة، وقلب يائس من الكاشير، وينتظر كوبًا مكتوبًا عليه اسمه بخط مزخرف كأنه وسام إنتاجية او حصوله على وسام من الدرجة الممتازة .
 
 يدخل المكتب متأخرًا عشرين دقيقة، ويبدأ يومه بعبارة فلسفية:
 
 “بدون القهوة لا أستطيع أن أتعامل مع الحياة.”
 
 ثم يتعامل مع اللاشيء طوال اليوم.
 تراه يلتقط صورًا لكوبه أكثر مما يلتقط شواهد لإنجازاته .
 ويحدّث زملاءه عن “نكهات البن” وكأنه مستشار اقتصادي في منظمة القهوة العالمية.
 وحين تسأله عن إنجاز اليوم، يجيبك بثقة:
 
 “الحمد لله أنجزت كوبين دبل شوت.”
 
 وفي نهاية الدوام، يغادر وهو يشتكي من الإرهاق والملل، ثم يغرّد قبل النوم:
 
 “الإنتاجية الحقيقية تبدأ من راحة البال.”
 ونحن نقول:
 يا صديقي، القهوة كانت وقود العمل، صارت اليوم غطاء الكسل!
 كانت رمز كرم وضيافة، فأصبحت شعار موضة وتصوير.
 كانت تُقدَّم مجانًا مع المحبة، فأصبحت تُشترى بعشرة ريالات مع
 “تصنّع النشاط”.
 
 القهوة اليوم باهظة لكن الهمة رخيصة، والإنتاجية — للأسف لاتعادل ريالًا .
 
 
 بقلم الأستاذ
 سالم رجاء الموط
 
    0 
 خدمات المحتوى 
 
 | تقييم 
 |