09-08-2025 10:30 PM عرعر اليوم : كأنك الذهب… لا يسطع إلا بعد المحنة هكذا تُشرق الأرواح بعد الشدائد يمرّ الإنسان في حياته بمحطّات من الشدائد والابتلاءات: في علاقاته، في دراسته، في صحّته، أو بفقد من يحبّ… لكنّ الفرق الجوهري يكمن في طريقة الاستقبال؛ بين من يستقبل البلاء بسخطٍ واعتراض، ومن يتلقّاه برضا وتسليم… تتمايز النفوس وتُوزن القلوب. فالسخط على أقدار الله إثمٌ عظيم، إذ الإنسان خُلق في مكابدة وتقلّب، قال تعالى ![]() وفي الحديث الحسن، قال النبي ﷺ: "إنَّ عِظَمَ الجزاءِ مع عِظَمِ البلاءِ، وإنَّ اللهَ تعالى إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم، فمَن رضي فله الرِّضى، ومَن سخط فله السُّخط." والمؤمن الحقّ، من يوقن أن كل ما يقع مكتوبٌ، لا خيار له فيه إلا التسليم، قال تعالى ![]() أما علمتَ أن الرياح العاتية هي التي تصنع الربّان الماهر؟ وكذلك الشدائد تصنع النفوس العظيمة. وأن الذهب لا يلمع إلا بعد طَرقٍ وحرارة؟ وأن الجواهر لا تتألّق إلا بعد نحتٍ وصقل؟ كذلك الأرواح… لا تُشرق إلا بعد شدّة، ولا تزدهر إلا بصبرٍ جميل عليها، فكلّ محنةٍ تُصقِلك… ويعقبها منحة وفرج من ربٍّ لطيف رحيم، فصبراً جميلاً، وثقةً بوعد الله، (فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا*(5)*إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا). فلا تيأس… فبعد كل محنةٍ نور، وبعد كل ضيقٍ فرج. كتبه الأستاذ محمد بن حوران العنزي ![]() خدمات المحتوى | تقييم |