07-01-2025 01:37 AM "ثقافة الاعتذار.. احترام قبل أن يكون ترفاً" في صيف الفرح والمناسبات، تتناثر الدعوات هنا وهناك؛ زواج، تخرّج، عقد قران... ونشارك فيها أحبتنا فرحتهم، لا مجرّد حضور بل مشاركة وجدانية تُعبّر عن المودّة والاهتمام. لكن ثمّة ملحوظة تتكرّر، وتؤرق كل من يحمل على عاتقه تنظيم مناسبة: يدعو الناس عامّة وخاصّة، ويحسب حساب المقاعد والطعام والضيافة بناءً على عدد المدعوين... ثم يُفاجأ في ليلة الفرح بجمعٍ يفوق التقدير، أو غيابٍ يُربك الحسابات. فمن لم يحضر لم يعتذر، ومن حضر لم يؤكّد! ويجد صاحب المناسبة نفسه بين سندان الاسراف الذي ينهى عنه الشرع والعقل قال تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، ومطرقة الإحراج أمام الحضور. ثقافة الاعتذار ليست شكليّة... بل هي دليل وعي، واحترام، ولباقة، وحرص على مشاعر الآخرين وتقدير لجهدهم ونفقاتهم. إذ ليس من اللائق أن يُقيم أحدهم حفلة على افتراض عدد الحضور، ثم يكتشف أن صمتهُم كان أبلغ من أي ردّ! فيا من تصلك دعوة، اجعل من ردّك تقديراً، ومن اعتذارك خُلقاً، ومن تأكيّد حضورك احترامٌ لمن دعاك. فالفرح حين تُشارك بصدق، واللطف الحقيقي حين تُقابل الدعوة بردٍ يُطمئن، لا بصمت يُربك ، فالاعتذار ليس تقصيراً، بل احترام. واعلم أنّ ثقافة الاعتذار لا تنتقص من الودّ، بل تُعزّز مكانة صاحبها. وختاماً، دامت أيامكم عامرة بالأفراح، ولياليكم مطرّزة بالبهجة. كتبه الأستاذ محمد بن حوران العنزي ![]() خدمات المحتوى | تقييم |