‏إجازتي صيف سعيد ووقت مفيد - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

06-14-2016 09:14 PM

سهام الرميح
سهام الرميح


‏إجازتي صيف سعيد ووقت مفيد »‎

صمت يخيم على المنزل، هدوء نهار الإجازة ران على المكان إلا من صوت مكيف الهواء, جدران باردة رغم حرارة الجو ’تجول الأب بنظره بعد عودته من عمله باحثا عن فرد من أسرته لا يزال مستيقظا ؛ فالمكان الآن ليس كما عهده صباحاًً, فوضى عارمة ,وضجيج الأبناء الساهرين حتى الظهيرة، وأطباق وبقايا الأكل في كل* مكان ,الأكواب لها حضور ومشاركة بكل زاوية من زوايا المنزل وعاملة منزلية ضاقت ذرعا بتحول عقارب الزمن وما نتج عنه من فوضى وسهر وعبث مما يزيد أعباءها’ بحث في المطبخ عن شيء يأكله فهو يحلم بوجبة غداء قبل الغروب ,مر على غرف الأبناء حاول أن يوقظ الجميع ؛محاولة إيقاظهم باءت بالفشل وخرج بعبارة مشتركة لهم جميعا :ماذا سنفعل إذا استيقظنا ونحن في إجازة ؟!.

تمدد الأب على الأريكة بعد خيبة أمل بإصلاح الوضع ’وأمسك بصحيفته المفضلة لفت انتباهه عنوان (إجازتي صيف سعيد ووقت مفيد) يتمتم بشعور المنتصر :هذا ما أريده ؛نعم هذا ما نريده جميعاً فبرنامج (إجازتي ) مشروع عملاق أطلقه معالي وزير التعليم لصيف هذا العام يتفق وينسجم مع رؤية المملكة 2030 وهو استجابة سريعة لتفعيل الرؤية لتكون واقعا عمليا. وهي خطوة وبادرة تشكر عليها وزارة التعليم ؛ حيث أن طلاب المملكة العربية السعودية ومنسوبي التعليم يتمتعون بأطول إجازة سنوية هذا العام ويهدف هذا البرنامج الى تفعيل دور إدارات التعليم بالمناطق للتعريف برؤية المملكة العربية السعودية , ونشر ثقافتها واستثمار قدرات وطاقات الطلبة والطالبات بما يخدمهم ويشغل وقت فراغهم متناسبا مع المراحل العمرية للطلبة ولجميع مراحلهم الدراسية وفئاتهم كما أن للموهوبين وللتربية الخاصة نصيب منها.

فوزارة التعليم بمبادرتها الرائعة هذه تحتضن أكبر عدد من أبناء الوطن لتحصنهم ضد كابوس الفراغ المخيف مفعلة للطاقات المهدورة من خلال برامج مدروسة, ومخطط لها وفق اتجاهات تنموية أربعة* ملبية لاحتياجات النفس البشرية من جميع جوانبها :ترفيه ,وتوظيف , وسياحة ,و تطوع ” وركزت وزارتنا مشكورة على الترفيه كجانب أساسي ومشترك مع جميع الجوانب تحتضنه نواد موسمية معدة ومهيأة لجذب* مرتاديها ونفعهم وتحقيق الفائدة لهم، يشرف عليها نخبة من منسوبي التعليم ممثلة بإدارة النشاط مشكورة وذلك بما تضعه من خطط مدروسة لهذه* البرامج تتسق مع* رؤية مملكتنا وذلك في إطار تفعيلها لبرامج (فطن ونزاهة ووطننا أمانة )ودورها في حصانة جيلنا،* ومختارة* لذلك برامج وفعاليات تنمي المهارات القيادية لدى أبناء الوطن بما يعزز قيم الانتماء الوطني لديهم وبما يكفل محاربة الفراغ القاتل الذي يتسلل إلى نفوس الأبناء ويمنح الأهل ارتياحا نفسيا, وثقة بالمكان الذي سيرتاده أبناؤهم, ويضمن بمشيئة الله تحقيق أهداف تسعى لها الدولة وتترجمها الوزارة بصورة مرسومة ومناسبة فقد أثبتت الدراسات أن الفراغ هو المحرك لكل النزعات المكبوتة والسيئة فالنوادالموسمية بمشيئة الله ثم بإخلاص العاملين عليها وبتعاون الأسر وأولياء الأمور ستؤتي أكلها بإذن الله وتزيل كلمة (طفش وملل ) من أبجدية أبنائنا أطفالا ومراهقين وشباباً ؛ ولكنها تحتاج منا دعما وتشجيعا لطلابنا بالالتحاق بها ’فالإعلام بشكل عام والتربوي بشكل خاص للأسف لم يسلط الضوء على البرنامج بالتعريف به وإبراز أهدافه وغاياته النبيلة للطلبة وأوليائهم والتغطية الإعلامية للاستعدادات والتجهيزات التي أخذت من القائمين على تلك النوادي الوقت والجهد الكبير أفلا تستحق من إعلامنا وقفة ؟!.

فنحن نأمل من القائمين على النوادي الموسمية رسم أهداف لتنمية المهارات غير التقليدية والسعي لبناء الشخصية القوية الواثقة المحاورة وتنمية مهارات التفكير وتعزيزها قولا وفعلا و نحلم بإنجازات تحلق بنا وبهذه الأجيال وتتخطى أسوار النادي تصل لأماكن تجمع الشباب والعوائل لتقدم فعالياتها ليراها الجميع ويقف لها إكبارا وإجلالا وتشرك أهالي الطلبة من خلال الاستعانة بهم بمساندة البرنامج وذلك* بما يمتلكون من قدرات ومهارات لتمد جسور التواصل بين الآباء والأبناء بأنشطة مشتركة وفاعلة , فالبرامج المفروضة على الطلبة مرفوضة منهم ؛ فالمشارك أولى بتحديد احتياجه ورغبته واقتراح ما يتناسب مع ميوله.

نقول هنا وبموضوعية….* نحن لا نريد برامج وجبات سريعة أو معلبة نريد برامج للطالب* والأهل والمجتمع دورا بها، فنحن نتطلع لاستعراضات عسكرية ورياضية متنوعة مدرب عليها ومعد لها إعداد مسبق ومنظم ومحكم وعدم الاقتصار على كرة القدم والطبخ فقط والتي باتت تقليدية ومفعلة ومنتشرة في كل مكان وزمان* ،* وحبذا لو وجدت قوافل متنقلة للتعريف بإنجازات المشاركين يكون لهم الدور الأكبر في العرض والشرح والتنظيم.

ولا بد من تلمس احتياجات كل مرحلة عمرية لتقديم ما يناسب معهم فطلاب الثانوية والجامعة يحتاجون إلى فعاليات مقنعة وواقعية وبعيدة عن النمطية، كالدورات المهنية والتدريب الفعلي وليس فقط من أجل تحقيق السعودة ,فالتطوع مع الهلال الأحمر والعمل مع رجال المرور لتنظيم حركة السير وخاصة في زحمة شهر رمضان المبارك عمل جليل يضفي عليهم حس المسؤولية ويعزز قيم الرجولة فيهم، فجميل أن تقدم لهؤلاء دورات عسكرية بالاشتراك مع الجهات الأمنية والعسكرية لتأهليهم جسديا وإعدادهم للمستقبل لأن* الدورات الواقعية والعملية لها أكبر الأثر في تغير قناعاتهم وإكسابهم معارف ومهارات وخبرات تزيد من ثقتهم بأنفسهم فزيارة الناجحين والاستماع إلى قصص كفاحهم وصبرهم وقوة إرادتهم صور واقعية تستحق أن تحاكى.

وزيارة دور الملاحظة والسجون والأحداث ليرى بأم عينه عاقبة الضياع مهمة كذلك ،ودورات تعلم اللغة الانجليزية ومهارات الحاسب الآلي والتنسيق مع القطاع الخاص بتوفير فرص عمل داعمة والاقتناع بقدراتهم ومنحهم الثقة لإكسابهم خبرة فلن تأتي خبرة دون ممارسة !* ولن تفلح* جهود وزارتنا الحثيثة مالم يشارك القطاع الخاص في دوره الإجتماعي برعاية بعض الفعاليات ودعمها مادياً ومعنوياًفالوطن يستحق منا الكثير* .فالنواد الموسمية ترفع لها القبعات شكراً إذا تركت بصمة في نفوس مشتركيها وحافظت على دافعية حضورهم حتى آخر يوم للنادي* ولن يتأتى ذلك كله إلا مع الإخلاص والحرص والتخطيط والإعداد والتهيئة المسبقة لذلك.
وفق الله دولتنا لكل خير وحفظ الله شبابنا..


سهام الرميح


خدمات المحتوى


تقييم
1.00/10 (2 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى