تأثير المعلم في بناء المجتمع
تعتبر مهنة التعليم من أشرف المهن التي يقوم بها الإنسان، فأهميّتها لا تقلّ أبداً عن غيرها من المهن، هي مهنة الأنبياء والرسل ، بعث الله سبحانه الأنبياء معلمين يعلمون الناس الكتاب والحكمة .. (اقرأ) تلك الكلمة التي دوى صداها في أرجاء الكون ، بدأ بها محمد صلى الله عليه وسلم تعليمه للناس ، التعليم مهنة ربانية ، لا تخلو منها حضارة بشرية مهما كان مستواها ، كيف لا وهي المهنة التي تتولى التعامل مع عقل الإنسان ، وهو أشرف ما فيه ، فالتعليم هو المهنة التي لا يمكن أن يستغني عنها الإنسان . فللمعلم دور ملحوظ في التأثير على الفرد أو المجتمع ، مما جعل الانتماء لهذه المهنة شرف كبير لحاملها . فالمعلم هو الشخص الذي ينشئ أجيال واعدة متعلمة ومثقفة، فعندما يقف المعلم في الصف فإنه يعطي علمه لعشرات الطلاب وليس لطالب واحد، لذا فإنّ تأثيره على المجتمع سيكون كبيراً من خلال التأثير على عقول ذلك العدد الكبير من الطلاب، ويؤثر عليهم ايضا سلوكيا كقدوة فالمعلم قبل أن يعطي علمه لطلابة فهو أيضاً يعلّمهم الأخلاق الحميدة، ويهذب طباعهم، ويجعل منهم أشخاصاً ذوو هدف في هذه الحياة، وينير عقولهم ليفكروا بطريقة صحيحة وإيجابيةّ،وربما هو اول من يكتشف مواهبهم من خلال التواصل المستمر معهم ومعرفة نقاط القوة والضعف بحكم نوعية العمل. وفي ظل الاوضاع الحالية واهتمام الحكومة الرشيدة باستتباب الامن وحماية الشباب عبر عدة برامج ووسائل اصبح دور المعلم مضاعف حيث يعتبر من القنوات المباشرة والمؤثرة في عقول الطلاب لكشف الحقائق أمامهم، وترسيخ المبادئ الدينية والوطنية فكريا وسلوكيا عبر التوعية وكذلك كقدوة لهم.في اوقات كثيرة يكون المعلم اقرب من الاسرة خصوص للطلاب الذين يعانون من تفكك اسري او ظروف خاصة لذا مهنة التدريس تختلف عن باقي المهن لعمق وسرعة تاثيرها على الاجيال الشابة.ومع التطور الحاصل في العملية التعليمة ككل و في دور المعلم من ملقن الى موجهه ومرشد في العملية التعليمة ومشاركته في الأنشطة المختلفة والتى تزيد التواصل مع اولياء الأمور أصبح تأثيره اكبر وهذه أمانة عظيمة نسال الله ان نؤديها كما يحب ويرضى .لذا يجب ان يسعى المعلم لتطوير نفسه مهنيا لضمان قوة التاثير الايجابي على طلابه عن طريق
· القراءة في مجال التربية بما يخدم النمو المهني للمعلم ، ويساعده على تحسين عمله
· القراءة المستمرة رغبة في النمو المعرفي الأكاديمي وفي الثقافة العامة
· حضور المحاضرات والندوات واللقاءات التربوية والمؤتمرات الخاصة بالمعلمين أو الخاصة بتطوير العملية التعليمية .
· المشاركة في الدورات التدريبية القصيرة أو الطويلة والحرص على الاستفادة منها .
· مشاركة في عمليات فحص المناهج وتقويمها وتطويره ، وتقويم أثارها في تعليم الطلاب
· تحقيق الاستفادة القصوى من المشرف التربوي الذي يعمل على تحسين العملية التربوية والارتقاء بمستوى أداء المعلم
واختم بان مهنة التعليم هي المهنة الوحيدة القادرة على بناء المجتمعات الناجحة والمتفهّمة لهذه الحياة ومتطلّباتها، والمواكبة لكلّ ما هو جديد في هذا العالم، وهي المهنة التي تنشئ العلماء والمفكّرين في المجتمعات المختلفة وهي مهنة صناعة العقول.
المعلمة
هند عبدالعزيز الملحم
