عندما يدور الحديث بأحد المجالس عن المرأة ودورها بالمجتمع نندهش بمن يسبق حديثه عن المرأة بكلمة ( أكرمكم الله ) بالعامية ( تكرمون ) وذلك تقليلا من شأنها وتكريما للمستمعين وخاصة المسؤولين منهم ، وكأن هذا المخلوق الذي ذكره مخلوقا نجسا ، متناسيا هذا المتحدث بأن هذه المرأة هي ( أمه ) التي عظم الله مكانتها ووضع الجنة تحت أقدامها ، وهي التي حملت به وتحملت ألآم ولادته ، وأرضعته ، وسهرت الليالي لراحته ، نسي هذا بأن هذه المرأة هي أختة التي يعتزي بها كثيراً بين أصدقاءه وهذه -التي كرم الناس عنها - ستصبح مكملة لنصف دينه و مأمن سره وراحته ، .
فالله سبحانه وتعالى عظم هذه المخلوقة وأكرمها بكتابه الكريم فسميت سورة من سور القرأن الكريم باسم ( مريم ) وهي أمرأة ، كما ان سنة نبيه صَلِّى الله عليه وسلم بينت دور المرأة ومكانتها بالمجتمع فقد ورد ذكر عدد كبير من النساء في الأحاديث النبوية الشريفة اللاتي كان لهن درو فعال بالمجتمع ونقل عنهن رواة الحديث لكثير من الأحكام الفقهية بالإسلام ، وأوصى الرسول عليه الصلاة والسلام بالنساء خيرا
واليوم ضربت نساء الجوف ( ليس قصورا في نساء المناطق الاخرى ) أروع الأمثلة في العديد من جوانب الحياة وأصبح يشار لهن بالبنان ، فهاهي أم سعود ربة منزل وأم لعدد من الأطفال تتبرع بأحد أعضائها لأخ زوجها احتسابا منها للآجر ، وهذه الأستاذة أميرة عبدالرزاق البريكان خريجة الدراسات الإسلامية من جامعة الجوف التي أنتهت من حفظ القراءات العشر مع السند المتصل بالرسول صلى الله عليه وسلم خلال ثلاث سنوات وتعتبر الأولى على منطقة الجوف .
وقبل أيام ودعنا من أسمت نفسها عاشقة الشهادة وأسميناها ( شهيدة الحجاب ) ناهد الزيد التي لم تتنازل عن حجابها وراحت شهيدة لأجله لتمسكها بعقيدتها وسنة نبيها وهي تجاهد في سبيل العلم في بلاد الغرب .
ناهد الزيد بنت الجوف التي رسخ اسمها في ذاكرة العالم أجمع بأستشهادها ، ناهد الزيد والتي تسابق الكثير على إطلاق اسمها على عدد من الأماكن وسمي باسمها عدد من المواليد بالجوف ، كذلك حمل اسمها عدد من الجوائز التعليمية تخليدا لذكراها .
بعد كل هذه النماذج المضيئة من نساء الجوف هل يعقل بأن يأتي من ينتقص من المرأة ومكانتها بالمجتمع بعبارة ( أكرمك الله )