الطيور المهاجرة تقطع المسافات هدفاً للأماكن ذات الأجواء الأكثر اعتدالاً ، وتحدد مسارها ومكان إقامتها بإتقان عجيب وغريب ، فالساعة البيولوجية لدى هذه الطيور تدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى .
ويا ترى هل هذه الطيور يدور في خلدها سؤال موجه لنا ويقول :
(إلى أين أنتم ذاهبون ؟)
فإن كان كذلك ، فالجواب على السؤال يجعلنا أكثر حيرةً في ظل دخول فصل الصيف ، والأجواء الحارة .
أهالي المنطقة بعد نهاية كل سنة دراسية يبحثون عما يشغل أوقات أبنائهم خلال هذه العطلة الصيفية بالبرامج الدعوية والثقافية والأنشطة الرياضية .
البرامج الصيفية أكثر جذباً للشباب ، لانعدام صفة الإلزامية فيها ، فكل شخص يستطيع المشاركة فيها دون قيود أو شروط ، لإشغال وقت فراغه بالنافع والمفيد ، وتعتبر جزء من تشجيع السياحة في منطقتنا ، وتحقيق المردود الايجابي لها ، وكذلك لهذه الأنشطة دور في محاربة الأفكار الهدامة ، والسموم المنتشرة بين فئات الشباب .
وفي المقابل لا نرى توجهاً من الدوائر الحكومية في تبني مثل هذه الأفكار ، وقد نجد العذر لهذه الدوائر في عدم تبني مثل هذه الأفكار ، فالبرامج الصيفية تحتاج لتوفر إمكانيات عالية سواء بشرية أو مادية ، فالمسئولية الملقاة على عاتقهم ، والدور المناط بهذه الدوائر وبيروقراطيتها يشكل حاجزاً دون تبني هذه البرامج .
ولكن هل تنقضي العطلة تلو العطلة تلو العطلة دون أنشطة وبرامج دعوية وثقافية ؟
برأيي المتواضع إن هذه البرامج تحتاج إلى قدرة وإمكانيات عالية تصعب على دائرة بعينها القيام بمسئولياتها على الوجه المطلوب ، ويمكن أن تشكل لجان من عدة دوائر حكومية كالإمارة ووزارة الشؤون الإسلامية ووزارة التربية والتعليم وجامعة الحدود الشمالية والأمانة وناديي عرعر الرياضي والأدبي وغيرها من الدوائر ذات العلاقة في رسم خارطة للبرامج والأنشطة الدعوية والثقافية والرياضية وخاصة في أوقات الفراغ كالعطل الصيفية مما يجعل الأمر أكثر سهولةً وأفضل تنظيماً .

وختاماً عزيزي ولي الأمر قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .