ما أحوجنا إلى "عقول حقيقية " تساهم في بناء مجتمعنا ..
عقولٌ وهبها الله التميز والقدرة غير العادية ..
تميزت عن من حولها بسمات وخصائص وقدرات واستعدادات في مجالات التفوق العلمي والعقلي .
من هنا تكمن أهمية رعاية الموهوبين وخاصة داخل "البيئة المدرسية" التي هي معنية بهم ويقع على عاتقها المسؤولية الأولى عبر نشر ثقافتهم ورعايتهم والتعريف بهم و حمايتهم من الإهمال أو التهميش أو التصنيف والوصف الخاطئ بأن الموهوب غريب الأطوار أو مختلف عن باقي أقرانه , فعندما تقوم البيئة الحاضنة لهذه الفئة بدورها على أكمل وجه نكون قد وقفنا على بداية الطريق وهي الخطوة الأولى والمهمة , ثم يأتي بعدها الصعود بالسلم إلى الأعلى عبر طرق رعايتهم وتنمية مواهبهم والبرامج الإثرائية المناسبة لهم , كما أن حاجة مجتمعنا لهذه الفئة بقدر حاجتنا لتنفس الهواء النقي لأننا بهذه الفترة نعيش تحولات وصراع وسباق مع الزمن في مجالات النهضة العلمية والمعرفية والاقتصادية والعمرانية والثقافية , ونطمح بمواكبة دول العالم المتقدمة ولا ينجح مشروع هذه النهضة إلا بإعداد هذه النخبة من المجتمع والتي ستعي بإذن الله مفهوم التطور الحقيقي وتحلق بسما الإبداع وتقدم الرؤية العصرية لمجتمعنا .

ولا يخفى على الجميع أننا داخل البيئة التعليمية نعاني من عقبات كانت سبب إهمال هذه الفئة وذلك بسبب (عقول التقليديين ) التي لا تقبل التطوير والتغيير ونجد أغلب ما يتم طرحه داخل الساحة التعليمية من برامج غير محفزة تفتقر إلى الإبداع وتنمية المواهب ورعايتها عبر تنفيذ برامج تقليدية مثل ( لعبة الكراسي وشد الحبل وفقع البالونات والقفز داخل الكيس .... الخ ) وإن وجد برنامج رئيسي فهو مسابقه بين الصفوف ضمن محتويات المنهج الدراسي ( صف 6 وصف 5 ) .
من أجل هذا نرعاهم ونهتم بهم لأنه مطلب ديني ووطني .
وفي الختام هذه الفئة هم التي قال عنهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود :" إن الموهبة دون اهتمام من أهلها أشبه ما تكون بالنبتة الصغيرة دون رعاية أو سقيا , ولا يقبل الدين ولا يرضى العقل أن نهملها أو نتجاهلها، لذلك فإن مهمتنا جميعاً أن نرعى غرسنا ونزيد اهتمامنا ليشتد عوده صلبا وتورق أغصانه ظلا يستظل به بعد الله لمستقبل نحن في أشد الحاجة إليه في عصر الإبداع وصقل الموهبة وتجسيدها على الواقع خدمة للدين والوطن".