الحمد لله وبعد:
بتاريخ 20/4/1428هـ ذلك اليوم الخالد في تاريخ المنطقة, أعلن خادم الحرمين الشريفين_ ملك العلم والمعرفة_ عن افتتاح جامعة الحدود الشمالية؛ لتكون منارة للعلم والمعرفة, فاستبشر الناس بهذا القرار من هذا الملك العظيم خيرا؛ لدخول هذا الصرح العظيم لهذه المنطقة (الحدودية) المنسية.

واستبشروا أهالي المنطقة خيرا بأن تكون جامعة الملك عبدالعزيز هي المشرفة على تأسيس الجامعة , وما هي إلا أيام وتبخرت تلك الأمنيات التي تمناها أبناء تلك المنطقة (الحدودية) المنسية , ولم تستفد الجامعة من هذا الإشراف, بل استفاد الأعضاء المكلفين بأداء هذه المهمة بجامعة (الحدود) واستأثروا بالخيرات والوظائف المخصصة للجامعة من أكاديمية وإدارية لمن يخصهم من خارج المنطقة , بل إن هؤلاء المكلفين زاحموا أبناء المنطقة على رحلات الطيران ولم يكلفوا أنفسهم حتى الاستقرار في المنطقة لمتابعة مراحل التأسيس المهمة للجامعة وخصوصاً رحلة جدة ليوم الثلاثاء والجمعة, فأصبحت الرحلة مخصصة لهم ، والشيء بالشيء يذكر ، ومما استفادته المنطقة من هؤلاء الأعضاء (سلسلة مطاعم الكرم للبخاري) التي سمعنا أنها لأحد هؤلاء الأعضاء _جزاه الله خيراً_ على هذا المشروع الذي كان من ابرز انجازات بعض الأعضاء المنتدبين لتطوير جامعتنا (الحدودية) ، بل حتى ابسط الأشياء الاستهلاكية مثل أحبار الأجهزة الإلكترونية , وآلات التصوير التي يؤمنونها للجامعة , قاموا بتأمينها من محلات جدة والتي يقال أنها لبعض المتنفذين من هؤلاء الأعضاء , بل وصل الحد بهم أنهم حرموا تجار المنطقة من مناقصات الجامعة التي عمد بها بعض المقاولين من غير إعلان لها, والكلام عن هذه الحقبه من الزمن التي عاشتها الجامعة طويل ومحزن, وأصبحت كل موءدة لا تعلم بأي ذنب يؤد هذا الحلم.

وبتاريخ 4/5/1432هـ صدر الأمر الملكي الكريم بتعين معالي أ.د. سعيد بن عمر بن محمد آل عمر مديراً للجامعة, وعادت الابتسامة على شفاه أهالي المنطقة؛ خصوصاً وأن معاليه يحمل سيره ذاتية عطره مليئه بالإنجازات والمهام التي تولّاها, فكان لسان حالنا (جاك يامهنا على ماتمنى) بهذا المثل الشعبي الذي استبشر به الناس وظنوا أن الحلم قد تحقق باستقلال جامعة (الحدود) عن جامعة الملك عبدالعزيز التي لم تقدم أي شيء للجامعة, سوى وجود أعضاء منتدبين انتداباً مفتوحاً لمنطقة (الحدود), وعاش الناس بين واقع مؤلم وبين انتظار مستقبل مجهول .

وباشر صاحب المعالي دفة القيادة للجامعة ,وكان أول قرار له عدم قبول أصحاب المؤهلات العلميه الذين يعملون في الإدارات الحكوميه ؛ معتذراً بأن الجامعة لا تقبل إلا الكفاءات التي لم يسبق لها العمل وتحت شعار مكافحة البطالة أغلق في وجوه الكفاءات هذا الباب , والواقع بالعرف الأكاديمي داخل الجامعات والمعمول به : إن الجامعة الناشئه بحاجه ماسه لأصحاب المؤهلات والكفاءات العلمية , خصوصاً في هذه المرحلة التأسيسية التي تحتاج فيه الجامعة لكوادر يعملون ليل نهار؛ لتكون الجامعة في وضعها الطبيعي بين جامعات المملكة الغالية , فضلاً أن تنافس الجامعات المتقدمة ؛ لأن الدولة _ حرسها الله_ رصدت ميزانيات ضخمة للجامعات الناشئة؛ فنتج عن ذلك الدعم التقدم والتطور المشرف الذي حققته جامعة جازان وجامعة حائل وهما أيضا جامعات ناشئة.

وبهذا القرار من معاليه صدم أبناء منطقتنا من أصحاب الكفاءات و المؤهلات العلمية من شرف التحاقهم بهذا الصرح العظيم ولسان حالهم يقول(يا فرحةٍ ما تمت) والمؤسف أن الجامعات الأخرى استقطبت ثلة منهم والله المستعان.
والأعظم من هذا عندما تقرأ أسماء المعيدين والمعيدات فإذا ببعض الأسماء من خارج المنطقة وكأن الجامعة ليست لأبناء المنطقة (الحدودية) وهم الشريحة المستهدفه والمعنية من وجود الجامعة في منطقتهم ، حتى المقاعد الدراسية المخصصة لطلاب كلية الطب والهندسة لم تسلم من أبناء المناطق الأخرى زاحموا أبناء المنطقة عليها ، وعند مناقشة هذا الأمر مع بعض المعنيين يقولون أن هؤلاء مواطنين وسعوديين وهذا البلد للجميع ـ سبحان الله ـ البلد للجميع فقط عندنا بالمنطقة (الحدودية) وحقوق ومستقبل أبناء المنطقة من يحفظها لهم وهولاء يزاحمون الأجيال القادمة بأقل ما خصصته الدولة لهم حتى يكونوا سواسيه مثل باقي أبناء المناطق الأخرى في المملكة، لماذا لا يكون الوطن للجميع عندما يذهب أبناء المنطقة لجامعة الملك عبدالعزيز في جدة للدراسات العليا فضلاً عن أن ينافسوهم على الوظائف الأكاديمية و الإدارية هناك ، والأمر كذلك في جامعة القصيم لماذا لا يكون البلد للجميع عندما يتقدم المواطن ابن (الحدود) على الوظائف الاكاديمة هناك، والمؤسف أننا لا نسمع أن الوطن للجميع إلا في الجامعة (الحدوديه) فقط ولعل إقصاء الكثير من أصحاب الكفاءات من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة من أبناء المنطقة وتعيين الكثير مِن مَن هم من خارج المنطقة في الأماكن القيادية والحساسة دليل واضح لتكريس هذه الفكرة لدى القائمين على جامعتنا (الحدودية) .

ثم توالت القرارات (الكارثيه) بحق أبناء المنطقة, وأصدر معاليه قراراً بأن الوظائف الشاغرة لدى الجامعة لا يحق للموظفين في الجامعة أن يترقوا عليها, بل يسابقون عليها, حالهم كحال من يأتي من خارج الجامعة , وفق شروط معلنة للمسابقة على الوظائف, والجامعة الآن بأمسّ الحاجة لتكريم هذا الموظف ؛ لكي يخلص في عمله وليعمل ليل نهار في هذه الجامعة الذي هو شريك أساسي بنجاحها وتميزها وتقدمها, من خلال إخلاصه في عمله. وجاء هذا القرار صفعةُ ( موجعة) على وجوه الموظفين الذين عقدوا آمالاً بوجودهم داخل هذا الصرح العظيم, فأصبحت الآمال آلاماً, وأمثال هذه القرارات المستفزة كثيرة جداً لا يسع المجال لبسطها ؛ حتى لا يطول بنا الحديث.

كل هذه المآسي والعقبات من تحطيم للآمال, وقتل لطلعات أبناء المنطقة ؛ من الاستفادة من هذا الصرح الشامخ , وخذلان موظفي الجامعة, وصناعة العقبات التي ساهمت في تدني مستوى الجامعة (الحدودية) مقارنة بمثيلاتها من الجامعات, ظن الجميع (وأنا منهم) أن لصاحب المعالي رؤية ثاقبة, بحكم خبرته الأكاديمية, ومشاركاته للعشرات في اللجان ,ستكون عكس ما توقع بعض العارفين من المتخصصين, ووقع الرهان على ذلك من الكثير ،والذي لم يكن بحسبان من راهنوا على أن لمعاليه رؤية قد تفسرها لنا الأيام الحبلى بالأحداث والمستجدات أن صاحب المعالي من يجلس على هرم هذا الصرح العظيم المسؤول الأول في تقدم وتطور الجامعة, ونقلها إلى مصاف الجامعات المتقدمة , فأصبح معاليه حجر عثرة في تقدم هذه المنارة العلمية, والصرح الشامخ, الذي يعتمد عليه ـ بإذن الله ـ تقدم ورقي الأجيال القادمة لمنطقتنا (الحدودية) في شتى المجالات.

: والسؤال الذي يطرح نفسه ألان وبعد مضي أربع سنوات لمعاليه وهو قائد لهذه الجامعة (الحدودية) ما هي الانجازات التي حققتها الجامعة في تلك الفترة التي قد مضت؟