قبل اثنا عشر عاما .. أمسكنا بيد آبائنا ليذهبوا بنا إلى المدرسة ونحن نرى وجوها لم نعتد على رؤيتها .. لا أعلم إن كنا فرحين بدخول المدرسة أم كانت دموعنا تتساقط حزنا على فراق ألعابنا .. لكن في النهاية أكملنا ذلك المشوار لنصحوا على صوت المنبه أو والدينا وهو يوقظوننا حرصا على أن نتعلم .. نكمل مشوار حياتنا مع رجل يستحق كل التقدير والإحترام .. إنه ذلك المعلم الذي لطالما نهلنا من علمه ..
ويكتمل مشوار حياتنا بنجاحنا وتفوقنا .. حاملين آمال والدينا -حفظهم الله ورعاهم - على أكتافنا .. لنودع ذلك الصرح التعليمي .. فحقا إنه بيتنا الثاني .. سنشتاق إلى تلك الفصول .. سنفتقد إلى ذلك المكان ..
ولن أنسى رواد ذلك الصرح ..

معلمونا الأعزاء ..
لن ننساكم ما حيينا فأنتم قدوتنا في تلك الرحلة الطويلة .. كانت رائعة بكم .. لن أنسى وجوهكم البشوشة .. وتشجيعكم الذي كان عونا لنا بعد الله .. لازال صوت ذلك المعلم يرن في أذني وهو يقول : اثنان يفتخران بك ويتمنون أن تكون أفضل منهما .. أباك .. ومعلمك .. كلمة شكرا لا توفيكم حقكم ..
إلى إخواننا الطلاب ..
جمعتنا مقاعد الدراسة .. وها هي تفرقنا .. فبالأمس كنا للتو نتعرف إلى بعضنا .. واليوم نودع بعضنا وتأبى دموعنا إلا أن تذرف حزنا على فراقكم ..
أتمنى منكم إخواني الطلاب أن تقبلوا مني هذه الكلمة ..
وطننا بحاجة إلينا .. فالأمم لن تتقدم إلا بسواعد الشباب من أبنائها .. فاجعل ما تطمح إليه هدفا لك .. واستعد لتحدد تخصصك الذي ستخدم به دينك ووطنك ..

أخيرا ..
أسأل الله أن يوفقكم جميعا ..