يخرج من شرنقة المراهقة باحثاً عن نفسه وعن الحقيقة ,باحثاً عن ما يروي فضوله ويشبع نهمه , يصعد على التيارات من أقصاها إلى أقصاها مجدفاً بعنف في قاربه الذي يفتقر إلى الدفة, تتجاذبه الأمواج , وتتصادم أمامه لا يعرف ما يفعل إلا أن يكون على إحداها أو لا يكون .

هذا أول فصل من قصة كشغري التائب الصغير, فهو ضحية صراع تيارات أبت إلا أن تتصارع , لا لشيئ إلا فرض الذات وتكوين الولاءات وتصنيم البشر ليعبدوهم من دون الله, فلا يهمهم السؤال : أين الحقيقة ؟ بل ما يهمهم أن يقال لهم : أنت الحقيقة !! .

هذه التيارات (باختلافها)تناست أن عليها واجباً تجاه المجتمع وتجاه الوطن وتفرغت لان تتلاطم في ما بينها سعياً في الصعود على رقاب كشغري وأمثاله , فأصبح همهم الوحيد راس كشغري هل يفصل عن جسده أم لا؟ هل سب الرسول أم أن ما كتبة مجرد (قلة أدب) .

لو كان كشغري أمامي لقبلت رأسه, ليس حباً في ما كتب, بل لأنه استطاع بمجموعة من التغريدات فقط تعرية جماهير الفكر وصُنَاعه من تلك الملابس الناصعة البياض ليخرج ما تحتها من حقد وغل .

كشغري أصبح تلك الجنازة التي يريد الجميع أن يشبع بها (لطماً) فبين مدافع ومهاجم أصبح التائب الصغير كرةَ يتناقلها الطرفان ليس لتسجيل الأهداف فقط , بل وتهشيم الفريق المنافس , وأصبح حتى الجمهور طرفاً في هذا النزاع في مباراة الحكم فيها خارج ارض الملعب يرى من بعيد ما يجري مستمتعاً بأحداث مباراة خشنة ولكن شيقة .


بالأمس كان بهو الماريوت الملعون , واليوم رأس كشغري الصغير , وغداً ستكون مباراة جديدة الخاسر فيها هي الحقيقة , والحقيقة فقط .