وما تلك بيمينك يا أملح - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

09-18-2011 09:23 AM

محمد كياد
محمد كياد



وما تلك بيمينك يا أملح


جاء كعادته يحث الخطى ... يتوكأ عصاه يستند عليها ولعل هي من تستند عليه وكلاهما رفيق الآخر ... جلست كعادتي في أخر مسجد أراجع بعض الآيات لكي أقراها في الصلوات الجهرية ... أتأمله كل يوم وليلة ... لايفتأ عن ذكر الله غادياً ورائحا ... إنه أبو رويعي ...!

ولعل السائل يقول ومن هو أبو رويعي ...ولماذا تصفيف الحروف من أجل هذا الرجل ... فأقول لا تستبق الأحداث والصبح يحمد القوم السُرى .
لعل القلم ييتبرع ويكتب عنه سيرته الشخصية (c.v) إذا أنه لا يحسن الكتابة بالعربية ...

أنا في الحقيقة لا أعرف اسمه الحقيقي ولكن كنيته الكل يعرفها بأبي رويعي ... كان مؤذنا يصدح بالآذان بهجرة الديدب القربية من مدينة عرعر والتي تبعد تقريباً خمس وثلاثين كيلا .

جلس فيها إلى أجل حتى طال به الأجل وانتقل لعرعر يحتويه الأمل واستقر به المقام قريباً من المسجد الذي أأم الناس فيه .


إنه بكل عبارة حمامة مسجد وصقر الجامع يمشي بخطاه المتثاقلة وكأنه يصعد للسماء لا يؤذي الأرض التي يمشي عليها اقتربت منه كثيراً كلما رفع يداه للدعاء بعد النافلة لكي استمتع بما يقوله فهو يلهج بالدعاء وكأنه يتقرب من السماء تخشع لأنينه وتسمع حنينه على مر سنينه يالله لو كان بجانبه جبل أصم لخر وللباري خشع ولو كان بقربه ظالم جبار لتأثر ولله خضع .
كنت لا اسمع صوته إلا وتدمع عين قلبي قبل جفن عيني .

والله الذي لا إله غيره لهو من شدة دعائه لن يخيب الله ظنه ويستجيب دعائه ومع ذلك لا ينسى إخوانه المسلمين كان يختم دعائه بهذا الدعاء الذي أنحفر بصوان أذني ووعاه قلبي وأدركه عقلي فيقول :
يا الله تعمنا برحمتك يا أرحم الراحمين يكررها كثيراً حتى تنقطع حبال صوته .... لا يعرفه إلا القلة القليلة من الناس ولكن يحبه كل من رآه لأول وهلة فهو يسر من رآه أحببت كما يقال من كل قلبي ومن أول نظرة .. ليست نظرة حب عشق وغرام ولكنه حب لله قد استقر في قلبي ومن قبلي حب لله وفي الله لأنه رجلٌ أواه .

يتأوه لهموم المسلمين أشتعل الرأس منه شيباً ولكن قلبه لطاعته ربه أخضر ريان يسابق الشباب والصبيان .
إنه أبورويعي غفر الله لك يا ابا رويعيوأمدك بالصحة والعافية على طاعته .

تجاعيد وجهه تنبىء عن مشواره الطويل وكفاحه العجيب ابنه الكبير كفيف يأتي أياماً قلائل للمسجد فأقول للجميع هذا أبو رويعي ... فهل عرفتموه .

أين شبابنا عن صلاة الفجر وأخواتها وتخلفهم عنها لابد أنهم متخلفون ويحتاجون لتجديد الإقامة في ركاب نسائم الفجر .

أين شبابنا وشاباتنا من هؤلاء كأنهم تحف في متحف للمتميزين نقول كلما رأيناهم ما شاء الله وتبارك الله عليهم ولكن لا حياة لمن تنادي ولا تنادي من ليس له حياة

أين شبابنا من أبي رويعي ومن هم على شاكلته من شيبان الأجساد شباب القلوب .

أين نحن من هؤلاء لم يمنعهم العناء وشدة الضيقة وظلمة الدهماء من حضور الصلوات لنيل رفعة الدرجات.

كتبت هذه المقالة قبل سبعة أشهر من الآن عندما عرفت أبا رويعي الأملح السويلمي العنزي وها أنا اليوم أكمل مشوار هذا الرجل الذي تنتظره الأرض الآن لتزفه لجنات الخلد _ أحسبه كذلك والله حسيبه ولا أزكي على الله أحداً من خلقه _ وهو على وشك أن يودع أطباق الثرى توفاه الله ورحل بعدما زرته في المستشفى بيوم واحد تأملته وجهه جيداً لعل المرض غير من ملامح وجهه ولكن كأني أرى القمر المنير والفلك المسندير نزل على صفحة وجهه المنير فنور الطاعة والإيمان ينبعث من تلقاء وجهه ويهديه بإذن الله إلى سواء السبيل ، وكأنه يقول كلمة المشهورة لي دائماً أنت الإمام فأقوول له نعم ونبرات صوته تلوح في أفق المستشفى وألفيتها تقول لي بلسان حاله أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك ودعني قبل الوادع الحقيقي اتصل بي مؤذن الجامع بعد ظهر هذا اليوم ليخبرني بأن أبا رويعي قد توفاه الله في الساعة الثانية بعد الظهر من يوم الخميس لم أصدق ذلك وكان الوقع عليّ عظيما ، ولكني تذكرت ذلكم الوجه المنيب لله رب العالمين أن الله لن يخيبه بإذن الله وسوف يعمه برحمته بإذن الله تعالى كما هو عمّ المسلمين بأنين دعائه وحنين قلبه في كل صلاة ودعاء ، فقلت في نفسي ركن من أركان مسجد الحي قد هدم فالله المستعان تذكرت ممازحته لنا وتعليقاته ، وهجينيته بمجلس أبي حمدان الركعاني تذكرت حبه لحليب الأبل ، تذكرت أزيز عصاه على طرقات الحي ترفل بالعزم والتصميم للوصول للهدف المنشود ألا وهو إدراك الصلاة ومع الآذان ، تذكرت عندما انسكرت نظارته المحدبة التي آخته خمس عشرة سنة تذكرت وتذكرت فخاننتني الذاكرة وخانقتني العبرة فودعتك أبا رويعي فلقد استفدت منك الكثير وأنت لا تدري فرحمك الله تعالى رحمة واسعة وغفر الله لك وأسكنك فسيح جناته وجمعنا الله وإياك على سرر متقابلين فوادعاً أيها الأملح والرجل الأفلح والمصلي المفلح ، والكهل ذو العقل الأرجح وادعاَ في هذه الدنيا فقط ولكن إلى اللقاء في جنات النعيم ليعلم كلٌ من يضع الحروف على النقط .



محبكم في الله / أبو أسامة
محمد كياد المجلاد
إمام وخطيب جامع الحسن بن علي بالفيصلية سابقاً
المدينة النبوية / الجامعة الإسلامية



خدمات المحتوى


التعليقات
#18358 Saudi Arabia [الليل]
09-19-2011 08:18 AM
قمة الوفاء منك يا أخ محمد تجاه ابو رويعي



بوركت



ورحم الله ابو رويعي


#18389 Saudi Arabia [السد]
09-19-2011 11:50 PM
مقال أحزنني وأفرحني


أحزني بوفاة ابو رويعي


وأفرحني أنه ان شاء الله من المقربين لله تعالي وإن شاء الله إلى جنة الخلد


#18392 Saudi Arabia [غالي ياوطن]
09-20-2011 12:07 AM
رحم الله ابو رويعي





رحم الله ابو رويعي





رحم الله ابو رويعي


#18438 Saudi Arabia [التاج]
09-20-2011 02:03 PM
وفاء كبير هذا المقال


تشكر عليه يابن المجلاد



الله يرحم أموات المسلمين


#18682 Saudi Arabia [فهـــــــد]
09-25-2011 02:00 PM
الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة






الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة




الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة






الله يرحمه ويجعل مثواه الجنة




#18685 Saudi Arabia [سما]
09-25-2011 02:06 PM
اللهم اجمعنا مع اخواننا جميعهم بجنة النعيم




رحم الله أموات المسلمين


تقييم
4.52/10 (12 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى