مفارق الطرق !

الأخلاق هي مكونات السلوك والتصرفات لأفراد المجتمع فإن كانت تلك المكونات حميدة تستمد مفرداتها من ثقافتها العقائدية وارثها الاجتماعي التاريخي الذي تعرف به تُنزل منزلتها الفاضله بين المجتمعات الأخرى استنادا لعلو شأن ما تتصف به وتنال بذلك شرف التوصيف المحمود ويصبح مجتمعها مجتمعا فاضلاً تُعقد معه العلاقات ويحصل كل فردٍ منه على قيمة اجتماعيه تؤهله لتحقيق أهدافه بيسر واحترام.

أما إذا اتصف المجتمع بصفات ليست مقبولة ومخالفة لثقافته العقائديه وأرثه الاجتماعي فإنه يفقد قيمته ويضفي صفة سلبية مقيته على كافة افراده يخرج بهم عن ما يفترض ان يكونوا عليه فيصبح العيب ليس مستغربا والتصرف المستهجن بالسلوك والأخلاق أمرا يسهل القيام به دون الالتفات لقاعدة القيمة المجتمعية فيسقط في وحل الدنو والفساد ليكون بذلك منبوذا ومرفوضا ساقطا قيما وقيمة .
من هنا تضرب الأمثال وتعني ما تعني فيقال :
( من شب على خلق شاب عليه.)
ويقال :
( اللي ما له أول ما له تالي.)
ويقال :
( إنما الأمم الأخلاق ما بقيت
فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا.)
وفقا لهذه القواعد والعناوين العريضة نجد الفاضل والكريم والشجاع ورجل الموقف وصاحب الرأي السديد والأمين وجميعهم أهل قيم وأخلاق فاضلة يجدون مكانتهم الرفيعه التي تحقق له مفهوم الذات ويشار لهم بالبنان أنهم مكونات اجتماعيه نافعة تسير خلف قافلتهم مراكب الاجيال بأمان وثقة قليلة المخاطر.

وبالمقابل نجد اللئيم والمنافق والجبان الذي يختبي خلف الجدر والمتخاذل بالموقف عند حلول موجباته والخائن الذي لا يؤمن جانبه، وذا الأوجه المتعدده الذي يتصف قولا وفعلا كيفما يشعر أين سبل تحقيق مطامعه.
وهكذا تقود اهل هذه الصفات مراكب الاجيال نحو مستنقع الضياع والذي يسقط مكانة المجتمع ويهوي به وبكافة مكوناته في خانات دنو القيم والقيمة
من هنا نستطيع القول ان التنكر للمألوف والاتجاه صوب صنع ثقافه لا تستند إلى ثوابت يؤمن بها المجتمع ويحترم مفردات مكوناتها ليس إلا وهم عظيم يكلف الأمم الكثير ولا يصل إلى هدف ويفقد الجميع مفاهيم التعاون والإرادة والعزائم التي يحركها داعي الرضى والقناعة، والايمان بالمفترض القيام به.

والخلاصه ..
اتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير
وحتى لا تكون المذله والمسكنه وغضب الله عقوبة تنتظر السائرين صوب وهم استحسان التنكر للأخلاق والقيم والدين، ننبه ونذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين
( تركت فيكم اثنتان ما أن تمسكتوا بها لن تضلوا ابدا : كتاب الله وسنتي)