وصلتني رسالة تنعي الدكتور فاضل محمد العريفي العنزي فلا أبالغ إذا قلت أنني اضطربت فالإنسان إذا سمع ذكر الموت يصيبه شيء من الهلع غير أن خبر وفاة قريب لك لا شك أن وقعه مؤلم وشعور لا يوصف .

سألت الله أن يرحمه و يغفر له ويسكنه فسيح جناته في هذه الأيام المباركة كلمة " البناخي " هي كلمة متعارف عليها عند أهل شمال المملكة العربية السعودية وحافظوا على النطق بها واستمراريتها رغم المتغيرات في العادات والتقاليد و كما أن اللهجة دليل على معرفة الشخص أو تمييزه ولها أثر في تكوين أفكاره وأحاسيسه وعاداته وتقاليده من حيث يشعر أو لا يشعر و إذا أرجعنا كلمة البناخي إلى أمها اللغة العربية وجدناها مركبة من مفردتين " إبن ــــ أخي " .

وكما هو معروف أن الاختصارات عند العرب تستخدم منذ القدم فهي عبارة عن تقليل المباني مع إستيفاء المعاني و يستخدمونها في التعبير لمقصود في أنفسهم و عند أهل شمال السعودية البناخي له اعتبارات ويتفاخرون بأفعاله إذا كان من الرجال الذين يسعون إلى معالي الامور كان الدكتور فاضل فخراً للوطن و نموذجاً للطبيب السعودي المخلص كافح في طلب المعالي رغم خروجه من رحم الفقر لم يورث درهماً ولا ديناراً ومع الظروف والتحديات سافر إلى الخارج لإكمال دراسته حتى بلغ طموحه وأصبح طبيباً يشار إليه بالبنان تميز بأخلاقه التي لا تنفك عن أدائه في عمله ومن الطبيعي أن العلاقة بين الطبيب والمريض يكون لها بعداً أخلاقياً وهي مصدر تميز الطبيب المخلص .

كان –رحمه الله – عادته تقديم الخدمة لزملائه وللمرضى تجده في أزقة المستشفى غادياً ورائحاً يؤدي عمله بتفاني وإخلاص شاب مليء بالتفاؤل وحب الخير للأخرين ( نعم ) إنها الأخلاق المهنية أيها السادة .

الأخلاق المهنية هي مجموعة من السلوك التي يتعين على الطبيب إتباعها ومراعاتها في حياته العامة قبل حياته المهنية ويراعيها في كل مكان يؤدي فيه عمله كما أن السلوك المهني هو جوهر مهنة الطب باعتبار أن الطبيب المهني كله إنسانية تجده صاحب بذل وعطاء يقدم الخدمة لجميع الناس في كل مكان يلقاهم فيه مهما كان مستوياتهم وثقافتهم ولن تتحقق أهداف هذه المهنة النبيلة إلا بأخلاقها المهنية التي مصدرها دين الإسلام , أتمنى أن أكتب أكثر مما كتبت ولكن ليس لي عزاء أنا والوطن في طبينا المخلص إلا أن نقول (يرحمك الله ) يا طبيب الإنسانية.

عبدالله قاسم العنزي