09-24-2025 01:47 AM عرعر اليوم : في الثالث والعشرين من سبتمبر، تحلق مملكتي الجميلة المملكة العربية السعودية في سماء مجدها لتكمل خمسة وتسعين عاماً من الوحدة والبناء، سنواتٍ نسجت خيوطها من عزيمة القيادة وإصرار الشعب وأصالة الطبع. فالعزة التي نحتفي بها ليست مجرد ذكرى، بل هي واقعٌ مشهود: عزة الانتماء إلى أرض طاهرة كانت ولا تزال قلب العالم الإسلامي النابض، وعزة السيادة*التي جعلت من المملكة ركناً أساسياً في استقرار العالم ونموه، وعزة الإنجاز التي حوّلت التحديات إلى قصص نجاح تروى في كل مجال. وهذه العزة الشامخة، لم تكن لترتفع لولا"طبعنا" الأصيل الذي يشكّل هويتنا: طابع الكرم الذي تحوّل من كرم الضيافة في الخيمة والمجلس إلى كرم ضيافة العالم أجمع في مواسم الحج والعمرة، من خلال استثمارات غير مسبوقة في تطوير المشاعر المقدسة، لخدمة ضيوف الرحمن بأرقى ما أنتجته العقول والتقنيات الحديثة. وطابع الطيبة*الذي تجسّد في روح التكافل الاجتماعي والإنساني، محلياً وعالمياً. ولكن.. كيف تحوّل هذا "الطبع" إلى إنجاز؟ لقد كان "طبعنا" هو الوقود الذي أطلق أعظم نهضة تنموية شهدتها المنطقة: • التطور العمراني: معجزة تتحدى الصحراء لم يكن البناء مجرد إقامة جدران، بل كان فلسفة لتشييد المستقبل. فبرج المملكة في الرياض يصافح السحاب، ومدينة "نيوم" المستقبلية ترسم حدوداً جديدة للعمران البشري، ومشروع "القدية" يضع المملكة على خريطة العالمية للترفيه. وشبكات الطرق والجسور والقطارات الفائقة السرعة (مثل قطار الحرمين) نسجت خريطة اتصال جعلت من المملكة جساً واحداً. هذا العمران هو تجسيد مادي لعزيمة سعودية تقول: "لا مستحيل". • التقدم العلمي: من تلقي المعرفة إلى إنتاجها تحوّلت المملكة من مستورد للعلم إلى شريك فاعل في صناعته. فأصبحت مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا*حاضنة للابتكار، وتصدرت الجامعات السعودية التصنيفات العالمية. واستثماراتها العملاقة في مجال الطاقة المتجددة والتحول الرقمي والذكاء الاصطناعي والفضاء (مثل برنامج astronauts السعودي) تثبت أن الطبع السعودي القائم على حب الاستكشاف والمعرفة قد وجّه بأدق الاستراتيجيات لبناء اقتصاد معرفي يحمل اسم المملكة إلى العالم. • النهضة الثقافية: إحياء للتراث وانطلاق نحو العالم تحت مظلة "رؤية 2030"، أصبحت الثقافة ركيزة للتنمية . فانطلقت هيئة التراث لحفظ الإرث التاريخي، وهيئة الأدب والنشر والترجمة لتعزيز المحتوى الإبداعي، وهيئة الأفلام لدعم صناعة السينما. وأصبح "موسم الرياض" وغيرها من المواسم الثقافية محط أنظار العالم، تعرض ثراء التراث السعودي وتنوعه في حلة عصرية، مما يعكس عزة بالهوية وثقة في الانفتاح على العالم. خلاصة القول: إن مسيرة السعودية خلال 95 عاماً هي قصة "عزّة" تشّربت بقيم "الطبع" الأصيل، فأنتجت "إنجازاً" أصبح هوية. هي قصة توحيد لم يقف عند حدود الجغرافيا، بل امتد ليوحد بين الأصالة والمعاصرة، بين العراقة والحداثة، بين العزة بالذات والبذل للآخرين. كل عام والمملكة العربية السعودية - قيادة وشعباً - إلى الأمام، وكل عام وأنتم بخير. بقلم : الدكتور محمد بن حمود الضبيان الرياض 30 ربيع الأول 1447 هـ الموافق 23 سبتمبر 2025 ![]() خدمات المحتوى | تقييم |