بلادنا في رغد ودعة واطمئنان ... نعم هناك مشكلات فقر ومرض وجهل وهذا من الوارد حدوثه ومن المعتاد ... فالمجتمع مختلف متنوع في كل سمة وفي كل مظهر ... ولكن الذي يريحنا ويجعلنا قريري الأعين مطمئني الأفئدة أنه ليست هناك نعمة أجل من نعمة الإسلام التي يحسدنا عليها متربصون هنا وشرذمة من الأوغاد هناك ... أضف إلى هذا أنه لا يُعلم أثرٌ أعظم من الأمن والرزق؛ كناتجين حتميين للإيمان بالله والتمسك بأمره والاحتكام إلى دستوره وكل أمر بتقدير الله وبمشيئته إنْ عدلاً وإنْ كرمًا ... ونحن أمة جعل الله قوتها في متابعة النهج القويم ومدارسة أحكام الشريعة الغراء وإعمال قواعد التكليف والخلافة التي جعلها الله لآدم ولذريته حتى يرث الله الواحد الأحد الأرض ومن عليها ...
تموج الأمم من حولنا بالفتن والمحن ... ونرى ونسمع التعازي والمآتم وتصلنا أخبار الفواجع والكوارث ... ونقر بمنّة الله تعالى وفضله سبحانه علينا بأن حمى ديارنا من شرور وآفات وبأن وقانا من فجور وعاهات ... يلطف الرحمن بنا ويستر الغفور الرحيم عيبنا ويجلو العلي القدير عن القلوب همّها وعن العيون عماها ... يرينا الصواب ويهدينا إلى الحق وإنْ كان بعض الفهم والإدراك لحقائق الأمور علقمًا ومُرًّا ...

والعالم اليوم حرب بلا حرب وصدام بلا صدام ... تضاد وتنافس ... وكونية تحتمل التسمم والبطلان والكساد إلاّ من رحم ربي ...

تباين مذاهب وتعدد مشارب وتلون مآرب ... والمرء بين الهوى والوسوسة والغفلة وطول الأمل والمثالب ... قد تدرك خصمًا وتتوهم صداقة عدو آخر ... وقد تحسن صحبة ماجد وتسيء الظن بصديق صدوق آخر ... وربنا العليم الحكيم الهادي إلى سواء السبيل وهو تعالى مُقدَّر البلاء والابتلاء ...

تعقّدت العلائق وانتهكت الوثائق وضاعت الخلائق ... ومن أهل الريبة والزيف والشبهة والضلال من يدّعي صواب رأيه وفلاح أمره وربما قال متزلف بجهالة فنافق وغش فضل وأضل ...

بلادنا مستهدفة ... والطامعون المخذولة آمالهم الموؤودة أمانيهم فرق وفرق ... شتت الله سعيهم وأوهن عزائمهم وأرانا فيهم عجائب قدرته ...

إيران الصفوية ... وأنا هنا أنعتها سياسيًّا وأجعل المراد قادة الإفساد والخنا وسادة الخبث والدنو ... الغصة التي حان وقت بصقها ... أجلّكم الله ... مشروع الثورة النجس ... هدم الملة ونخر قوى العقيدة والدين ... تسييس التشريع ... الغل والحقد والكراهية ضدّ العرق العربي فأول وأَولى من يهدونه مشاعر الحقد والضغينة هو العربي شريكهم في التشيع -كما يسمونه- وفارس ترى العربي اللاطم أخسّ وأوطأ أهل الرؤية الرافضية ...

سلبوا ضفة الخليج اليعربي الأخرى ... احتلوا دولة الأحواز العربية الشقيقة ... نهبوا ثروات أشقائنا هناك ... وقتلوا أهل السّنّة ... قاتلهم الله وأعوانهم ومريديهم أنّى يؤفكون ...

وكم آلمهم في طهران -أمطرها الله بسيل العرم- يقين شعب الخير بربه ... وكم أعيتهم لحمة الوطن وثقة المواطن بقيادته ... وقد أصابهم إخلاصنا لله أولا ثم لوطننا ولمليكنا بالهمّ وجعلهم يستشعرون الخسران والانكسار والهوان ...

المخاطر جمّة والسبل متفرقة والخصوم كُثُر ... والشبهات والأهواء تترى ... في زمن أضحى العالم فيه أشبه بقرية صغيرة ... فلم يعد هناك تباعد في الأزمنة ولا في المسافات ... فأحداث الشرق معلومة عند الغرب ساعة وقوعها ... والتقانة الحديثة جعلت فعاليات الحياة دراما علنية ومباشرة في مسرح مكشوف تكفي كراسيه لأن يكون العرض لكل سكان المعمورة ...

لذا وجب الحذر من زيف المغرضين وزور المبغضين ... جعلنا الله أمة وَسَطًا بعقيدتها وبفقهها وجعلنا أمّة قويّة به ننصر الحق وننتصر به ونعلي راية التوحيد خفاقة تسر أنفسًا زكيّة طيبة وتضر أنفسًا خبيثةً مريضة ... وحمى المهيمن ذو الجبروت بلادنا وبلاد المسلمين الموحدين من تكالب الأمم وحفظ الله لنا الدين والعقول والأعراض والدُّور والقيم والذمم ...

د. هلال بن مزعل