شيخ الاقلام - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

08-07-2010 08:33 PM

محمد كياد
محمد كياد


شيخ الأقلام وسيرته الذاتية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فالناظر في عنوان رسالتي يظن ويسرح بفكر بعيد لماذا اخترت هذا الوقت بالذات لأفصح عن قناعي التي زادت معها قناعاتي ولكن جلسة مع قلمي الموقر ذو الحجاب وليس عجباً أن يلبس الحجاب وهو بالتذكير معروف في زمن أصبح المنكر معروف والمعروف غير معروف .



فقد يعجب المتأمل بعين الحقيقة لا الخيال أن الأقلام في هذا الزمان أصبحت واهية الأركان أصبح القلم لا يدافع عن قضيته فكنانة حبره أضحت دماً لا حبراً بل إنه أصبح شاهد عيان في كل ما هب ودب ، ولعلي اختصر وأوجز بالعبارة لكي يسهل وصول الفكرة المرجوة لمن تأملها حق التأمل .

بادىء ذي بدأت رحلتي مع هذا القلم العجيب وكانت رحلتي مع القلم الرصاص الذي عرفتم فيما سبق أن أفضل من القلم الحبر لأنه يستطيع مسح الإساءة برأس قلمه فهو له من اسمه نصيب قلم يشعل المشاعر بالرصاص فتقف الكلمات وراء بعضها البعض وكأني أرى الحرف يزاحم الحرف على جنبات الصف من شدة الاصطفاف فأصبح يطلق الرصاص الأحرفي من الزناد القلبي مع وريقات بيضاء فيخترق عفاتها وصفائها بكلام يقتلها أحياناً وتصاب بعيار ناري أحيانا أخرى .


قلمي الموقر هل لي بإجراء هذا الحوار المتحور بيني وبينك لا يسمعه إلا الحروف وصرير الأقلام فقد رفعت أقلام الصراحة وجفت أوراق العتاب فهل لي معك بحوار ودي تنفث فيه سُمُك الزعاف ويخرج من سِنان قلمك الرُعاف .

فقال لي وقد أخذ منديلاً أبيضاً يمسح فيه عرق المواجهة ورمى بقطعة من هذا المنديل في ضاحية القمامة وقد تنحنح قليلاً كالمسؤول الكبير الذي يريد الإفصاح عن شيء خطير ، وقال تفضل على الرحب والسعة ولكن تحمّل كل شيء سوف أقوله لك ، ولعلك فيما بعدُ توصلها لمن أردت لكي توصل وجهة نظري لهؤلاء الكُتاب فقلت .


فقلت أيها القلم العجيب والأديب الأريب قل لي ما حكايتك وهل صحيح قد شارفت نهايتك ؟

فقال أما النهاية فالعلم عند الله أنها قد أقبلت ممسكة بكفن أحمر وليس أبيض هذه المرة ، ولعلي أرى سؤالاً يدور في خلدك وتقول كفن أحمر ولماذا ؟

فأقول الميت البشري يكفن بالأبيض تيمناً واستبشاراً بالحال التي يقدم عليها وعندما تعود روحه إليه بأمر الله عند قيام الاشهاد له فرصة كبيرة في الحياة والبعث بعد الموت إما إلى جنة خضراء أو نار تلظى ، وكل البشر ذالكم الرجل ، أما أنا فهل سمعت بقلم يبعث بل إني لما أوصيت ورثتي ...!



فقلت متعجباً أو لك ورثة ؟! .


فقال : وهل ما ترى من الصفحات البيضاء والملونة والدفاتر ذات الاسلاك والمجلدات إلا عَصبةٌ نسب مني وأنا منهم .

فقال مواصلاً حديثه وقد أخذ مبراة بجانب مكتبي وأخذ يبري رأسه متضجراً كأنه مستعدٌٌ لإطلاق قنبلة عنقودية من الحروف الذهبية والآهات الحجرية.

فقال : يا ابا البنين ترى وأرى الأقلام المزيفة لها رواج وزبائن كُثر بل وأصبحت لها مدارس كمدارس التسول في هذا الزمن ولقد كان في الزمن القديم لا يُكتب إلا الكلام الموزون المحكم ، وفي هذه الأيام أطالع صفحات الجرائد والمجلات وأحك رأسي عجباً مما أرى فهذا يتكلم عن الهذرولوجيا وكأن علم من علوم الأرض والطبيعة الجغرافية الجيولوجية ... وأخر يتكلم بالعلماء وينتقد طرائقهم وكأنه واحد منهم وهو الله لا يساوي قُلامة أظفارهم ولا شسع نعالهم ... وأخرى تتحدث عن مواضيع يستحي الحياء نفسه بالتحدث بها سراً فضلاً عن الكلام بها سراً وجهارا وأخر وأخريات بستحي القلم من ذكر ما يكتبون لو أنهم يعقلون .


فقلت وما الحل الناجع في نظرك أيها القلم الهمام من هذا الزخم الأعلامي الغير منضبط ؟

فقال وقد حرك نظارته وصوب نظره باتجاه وكأنه كان ينتظر هذا السؤال بفارغ الصبر فأخذ نظارة المحدبة العدسة ووضعها جانباً.


قلبي أدمته الجراح فقلبي حبري وحبري ينفد وينفذ في كل قلب واعي ولكن أين القلب والواعي مشكلتي يا أبا البنين ...! أن لسان لا ينطق بل صامت وليس لي حول ولا قوة أكتب ما يمليه عليّ الإبهام والسبابة في يد كل ناعق وناعقة أكتب العث والسمين أكتب الحقير والجليل أكتب السم الزعاف واكتب كل ما يخطر ببالك وبال كل من له بال جراحي لا يداويها إلا العارف الصالح الذي يكتب بعين الرحمة لا من أجل ركام الزحمة كاتبي فارس أصيل يبحث عني منذ زمن طويل ولكن لعل الله أن يجمع فيما بيننا في منتصف الطريق ولكن على بنيات الطريق هناك وحش كاسر وظالم جاسر ممسكاً بسكين التضحية ويأمرني بكتابة ما يريد وإن كنت لا أريد .


قد شرفني الله بأني أول المخلوقات ولكني في هذا الزمن أصبحت أشقى المخلوقات ولو كنت ممن يلحقه الحساب لأهلكت بسبب من الأسباب ولأدركتني الهلكة والعذاب ... القلم شرف وجبل شامخ ورأس في قمته نار حل المعضلات فهل لنا يا سليل من كاتب يجدد هذا الفن الجميل ويكون شيخ للأقلام كما يكون غيره شيخاً للإسلام سؤال يحتاج لإجابة والإجابة مرة كالعلقم وليتها كالعلقم والصبار ولكنها مرة المرارة بل هي المرارة نفسها فاخذ ذلكم القلم أيها الأخوة منديلاً أخر ليس هذه المرة يمسح عرق المواجهة بل يمسح دموع المواجعة التي لولا حبه لي لما تكلم بها ... ولو معرفتي القديمة به وصحبتي له لما باح لي عن سيرته الذاتية التي أضحت رسالة لأولي الألباب والعقل والصواب كتبتها بدموع هذه المرة وليست بحبره في كل مرة كتبتها لي ولمن أحب .

ملاحظة :

حررتها من أدراج دفاتري الماضية من دون تحضير لكي تكون من قلبي لقلوبكم ومن قلب القلم لقلب أقلامكم فأرجو أن اكون قاضيا وشاهد عيان لهذا المتهم البريء صاحب القبة الحمراء واللون الأصفر ذو الخطوط السود وكانه يشجع فريق الإتحاد هو القلم متهم وبري في الوقت نفسه .


لا شك بأنها قد نالت اعجابكم إن كان كذلك بها ونعمة وإن لم يكن استروا على ما وجهتوا .



كتبه
محمد بن كياد المجلاد


خدمات المحتوى


التعليقات
#1951 Saudi Arabia [المحيني]
08-08-2010 05:23 AM
ماأجمل ماكتبت !

صراحة وبدون مجاملة مقال رائع


رعـاك الله ياأبا أسامة .


#1967 Saudi Arabia [ممدوح الماجد]
08-08-2010 07:41 PM
جزاك الله خيرا على هذا المقال الرائع وكثر الله من
أمثالك أيها الأخ الغالي


#1983 Saudi Arabia [رائد العنزي]
08-09-2010 04:23 AM
رائع من شخصية رائعة وجذابه بكتابته

هنيئا لعرعر اليوم بك


#1986 Saudi Arabia [ام تركي]
08-09-2010 07:22 AM
جمييييييييييل ماكتبة مقالك في قمة الروائعه
كيف نقيت حوارك مع قلم الرصاص
نتمى لك التوفيق


#1998 Saudi Arabia [المرسى]
08-09-2010 10:24 AM
مقال رائع يامحمد استمعت جداً به


يوم بعد اخر تثبت أنك صاحب قلم كبير اتمنى الاستمرار على المستوى هذا


#1999 Saudi Arabia [غالي الاثمان]
08-09-2010 10:25 AM
روعة


والله القلم الرصاص هو الاجمل والافضل


تقييم
4.69/10 (141 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى