صيف عرعر .. ومهرجان (غفرة الهم ) !!
لا أعلم مالسبب الذي يدعو الى التكرار الممل في مهرجان صيف عرعر ، رغم انه لا يوجد أي سبب جوهري ومنطقي يدعوا لذلك سوى التصرفات الشخصية من عدم التخطيط والاستعداد وعدم وجود الإدارة المتمكنة في قيادة مثل هذه المهرجانات !
فبنفس مدى الشكر والتقدير والاشادة الذي اوصله اغلب أهالي المنطقة على المبادرة من الامانة وتحمّل بعض الاخوان فيها فكرة اقامة مهرجان صيفي في عرعر قبل عامين ومجاراة المناطق الأخرى نأتي الآن وفي العام الثالث من المهرجان لننقد ما يحصل فيه من عدم اهتمام فعلي وتخطيط واستعداد وتكريس لمفهوم (غفرة الهم ) في تحمل مسؤولية بعض الأمور !
المشكلة متفرعة والأخطاء متكررة والأشخاص القائمين على المهرجان هم نفس الأشخاص في كل عام ، وهذا ليس بغريب علينا فلو نظرنا بجميع الاتجاهات في المنطقة لوجدنا اسماء معينة ومعدودة هي من تقوم بأكثر من عمل اغلبها ليس تميزاً ولكن للمجاملة وأحياناً للظروف وكأنهم يتثبتون بهذه التصرفات مقولة ( مافي هالبلد غير هالولد ! )
أغلب اهل عرعر كبارها وصغارها نساؤها ورجالها صدموا بالتكرر الملل للمهرجان وبعض فقراته المستهلكة والغريبة والبعيدة عن تراث المنطقة وكأنه لايوجد في البلد الا اشخاص معينين ليقوموا بإدارة المهرجان وكأن فقرات البرنامج يجب ان تكون فيها المحاور وبعض الثنائيات المستهلكة كشيء ضروري ( وللأسف يحصلون اصحابها على أغلب الأموال المدفوعة لهذا المهرجان ) ، والأمر ليس متوقف على القائمين فقط بل أيضاً هناك غياب تام من تجار المنطقة في دعم فعلي للمهرجان لأجل عرعر وأهلها !
بصراحة شيء مخجل ومؤسف ان تكون فعاليات مهرجان صيف عرعر ( كرة قدم وسهيل واقبال ، كرة قدم وسهيل واقبال .... الخ ) والمكان حصري لموقع واحد والرعاة لا يوجد احد !
بينما في بعض المناطق الغير سياحية مثلنا تجد اكثر من 30 فعالية في اليوم وعدة اماكن والعديد من الرعاة !
نحن في المنطقة لسنا مجبورين بالفعل ان نقتنع فيما يكرر امامنا ولن نقف صامتين لو طلب منا شيء ، ولكن للأسف كل شيء يتم بسرية وبشكل متعجل وقرارات متأخرة وكأن الناس مترددين في اقامة المهرجان او لأ ، او انهم يتوقعون كل عام انه لن تكون هناك اجازة صيفية !
وقد يقول البعض هذا مالدينا ولن يظهر اكثر من ذلك إلا اننا سأخبره بشيء بسيط وأفكار تحتاج للترجمة على ارض الواقع فربما يعمل بها في الاعوام القادمة ومنها :
- محاولة تشجيع وتحريض التجارة للمشاركة ودعم المهرجان .
- الاستفادة من المواهب في المنطقة من خلال المدارس والجامعة والمراكز الصيفية وغيرها سواءً مواهب في العروض الفكاهية او المسرحية او التوعوية او الفكرية مع الاستعانة ببعض الفرق الكبرى من خارج المنطقة .
-التنسيق مع النادي الادبي في استضافة مثقفي وشعراء المنطقة وعمل امسيات ثقافية وشعرية .
- الاهتمام بالموروث الشعبي للمنطقة كالدحة والألعاب الشعبية والمأكولات الشعبية .
- التنسيق مع مدن الألعاب الثلاث في اقامة بعض العروض لديهم .
- التنسيق مع الغرفة التجارية في عمل معرض اشبه بمعرض الصناعات الوطنية الذي يقام في كل عام ودعوة بعض المحلات لعمل كشكات وعمل تخفيضات وعروض خاصة بالموسم .
- تفعيّل المسارح في المنطقة في عرض بعض العروض والمحاضرات .
- تحويل صالة الأهالي الى قسم نسائي خاص يقسم الى معرض وصالة العاب شعبية ومسرح للعروض والمحاضرات .
- تفعيّل المتحف الموجود في المنطقة .
- استغلال بعض المناطق المفتوحة بالمنطقة في عمل عروض للسيارات والدرجات الهوائية .
واشياء عدة قد لاتحضرني الآن وربما تحضر الكثير من اهل المنطقة ، فليس المهم اننا عملنا مهرجان مثل كل الناس ولكن المهم والاهم هو على ماذا يحتوي هذا المهرجان ومدى الاستفادة منه !
ومع خالص احترامي وتقديري للاخوان والزملاء في صحيفة (عرعر اليوم ) وبعض مواقع المنطقة الالكترونية فمهما عملتوا اعلامياً للمهرجان فـ(الشق اكبر من الرقعة ! ) ،وواجبكم ليس متوقف على النقل فقط بل لا بد من نقد الأخطاء والتأثير فيها ايجابياً ، فالمهرجان معمول لأهل المنطقة ولمن يأتيها من الضيوف وهم ليسوا راضين عنه حتى لو خُدع الغير بتغطيتكم المتميزة !
لست هنا مقللاً للأشخاص ولكني هنا منتقد للعمل والقصور التي فيه ، واذا كان اخونا الكبير ( شيبة عرعر ) يعتذر للضيوف عن سوء التنظيم فهو ليس بمستغرب على رجالات المنطقة الكرم والاعتذار في حال التقصير لكل ضيف الا انني هنا اعتذر لأهل عرعر على سوء فقرات المهرجان والتي كأنها تحرّض الآخرين على السياحة الخارجية وتؤكد أننا لا نستفيد من الأخطاء وكأننا لانمتلك أي فكر في التنظيم وفي الجذب السياحي رغم انه يوجد بيننا العديد من اصحاب الشهادات والفكر الكبير ولكن من يعلق الجرس !
ماسبق لا يقلل بتاتاً من الجهود الشخصية التي يبذلها سعادة أمين المنطقة المهندس / عبدالمنعم الراشد الذي سيظل علامة بارزة لدى أهل المنطقة ليس لأنه يؤدي عمله المطلوب منه فقط بل لأن الكثير يشاهد لمساته الواضحة في المنطقة والتي أتوقع من خلالها ان لديه الكثير ولكنه يحتاج للوقفة الصادقة والمخلصة من كل القريبين منه ومن أهل المنطقة انفسهم .
آخر سطر :
يقول روبرت شولر : \" أفضل أن أغير رأيي وأنجح بدلاً من أتشبث به وأفشل \"
خالد المحيني
|