الإيحاء النفسي

إنتشرت في الآونة الأخيرة بمجتمعنا عيادات خاصة ومراكز متخصصة بالإيحاء النفسي .
وتوافد الناس عليها من مختلف الأعمار ومختلف الأجناس .
نتيجة ضغوط الحياة المتزايدة عليهم والصدمات المتنوعة التي بدأت تشل حركتهم وتظلم دنياهم .
فكانت تلك العيادات هي بصيص الأمل لهم والمكان الآمن والزاوية المريحة التي يرمون بها أحمالهم ويبوحون ما بدواخلهم بدون خوف أو خجل لعلها تكون البلسم الشافي لجروحهم وحفرة يدفنون بها أسرارهم , بغية الحصول على الراحة النفسية لهم بحيث يستمدون القوة للمواصلة في ركب الحياة من جديد.
ولا أنكر الجهود التي تبذل من القائمين والمتخصصين بتلك العيادات مع الناس والوصول معهم لنتائج طيبة .
وقد اطلعت من خلال الإنترنت على الكثير من المقابلات مع هؤلاء
المتخصصين ووجدت في كلامهم الفوائد الكثيرة المنطقية .
ولكني شخصيآ عندما أتعمق بتفكيري أجد أن الإنسان بذاته هو الطبيب لروحه .
أولآ : باللجوء إلى الله رب العالمين وتقوية الصلة بينه وبين ربه والتقرب إليه والسجود له بالتضرع والبكاء بين يديه من خشيته ومناجاته بهمومه وألآمه وأوجاعه , فهو سبحانه المفتوحة أبوابه للجميع في كل الأوقات والمجيب للدعاء سبحانه
حيث قال ( ادعوني أستجب لكم ) .
فعلينا أن نحسن الظن بالله دائمآ وهذا أقوى إيحاء نفسي لنا .
حيث أكد لنا سبحانه بقوله تعالى ( أنا عند حسن ظن عبدي بي )
تم تقوية الثقة بالنفس ومحبتها وتقديرها والتعزيز لها , فالإنسان اذا لم يحب نفسه ويتصالح معها ويقدرها ويثق بها لن يجد تقديرها عند الآخرين .
فعلينا بتصفية القلب من كل الشوائب والمسامحه والمحبة مع الناس والعطف عليهم وخاصة أولي القربة لكي نسعد بحياتنا .
وهنا مكمن الفرس ::::
الجميع يعاني والجميع مهموم والجميع متضايق
وأمامهم أكبر نعمة من الله ,نعمة الأمن والآمان بأوطاننا ونعمة وجودنا بين أهلنا وأقاربنا وعزوتنا وسندنا ونعمة الصحة والعافية
ونعم كثيرة تستحق الحمد والشكر لله .
وبما أني واحدة من الناس وأعيش بينهم ومطلعه على أسرارهم
وجدت أن هناك تشتت ذهني يؤرق الناس ويسبب لهم المتاعب بحياتهم وهناك فراغ عاطفي رهيب بين أفراد الأسرة الواحده لدى الغالبية ويبحثون عنه خارج أسرتهم .
وهناك تنافر وتباعد نفسي بينهم يسبب الجفاء والقسوة بقلوبهم .
هناك مكابرة وتعالي بالبوح بالمشاعر و المحبة .
هناك أنانية وعدم ثقة وفقدان للتفاهم ولغة الحوار والإقناع .
وعندما يبتعدون عن هذه السلبيات فلن يكون هناك حاجة للعيادات النفسية الخاصة لعلاجهم .

كل الحكاية :
هي أن نعيش بالحب والوفاء والإخلاص ونسعد من نحبه
وليس عيبآ أو ضعف أن نبوح بمشاعرنا الصادقة لهم
فالكلمة الحلوة دواء واللمسة الحانية شفاء

همسة لجميع أحبتي :
الأباء والأمهات والبنات والشباب والأصدقاء والصديقات والمجتمع بأكمله نحن بحاجة للحب والعطف والحنان والتواضع والآمان فهو
سر خلطة السعادة وراحة البال .