التكافل الإجتماعي في الزواج والمتمثل في تقديم ( العانيه ) كان له عظيم أثر في سد ثغرات متطلبات الزواج وما يرهق والد العريس أو العريس نفسه فتجد أن لها قيمة عاليه في نفسيهما وقد كانت هذه العانيه مبالغ بسيطه ومتواضعه وكل بحسب دخله حتى أن البعض يأتي بأشياء عينية كالقهوة والشاي والرز وغيرها مما تجود به النفس وكانت تسير بساطة .

العانيه متوافقة مع بساطة وتواضع مراسم الزواج فالرجال قد نصبوا الخيام في أرض فضاء والنساء يتمايلن على أهازيج بعضهن وعدهن للقصيد دون صخب لايعكر الصفو سوى المهور المرتفعة التي تثقل كاهل الشباب في ذلك الوقت .

وفي وقتنا الحاضر ظهرت على السطح ودون استحياء أو شفقه وبحث عن البركة مظاهر كاذبه وزيف حقيقي ومجاراة ليست بالعادله استهدفت الجيوب واستنزفتها بشكل يتنافى مع الشرع ثم العرف فكم لبينا دعوة زواج وكم حضرنا مراسمه نكاد لا نفرق بين غني وفقير بين ذو دخل مرتفع ومتوسط ومحدود فالبريق الكاذب والسراب المهلك طاغيا على تلك الزواجات وماعند النساء أدهى وأمر من التعاقد مع المغنيات ( الطقاقات ) وتجهيز المسارات وتغيير كسوة الكراسي والطاولات وعرض الافلام الوثائقية لصور العريس والعروس منذ نعومة أظفارهما وجلب المصورات .

فهل للعانيه في هذا الوقت وأمام ماذكرته من المظاهر الزائفه وما يقابلها من تعدد الزواجات بين العائله أو القبيله نفسها وبين الأصدقاء وزملاء العمل تصل إلى مايزيد على خمسين حفلة زواج ومايتطلب من هؤلاء المقربين من توفير مبلغ ، العانيه في ظل الإرتفاع المعيشي الذي يكتوي منه العديد من أصحاب الدخول المتوسطه والمحدوده فهل لها أهميه وحاجه كما كانت في سالف الزمن .

في المقابل لست ضد الاحتفال في قصور الافراح والاحتفاء بالمدعوين رجالا ونساءاً ولكن في قالب التواضع والواقعية وحسب القدرة والامكانيه
أقف احتراما لكل من جاء بعبارة ( حضوركم أجمل الهدايا ,,, ونعتذر عن قبول العنايا ) .
فهو يشعر بما يشعر به الآخرين من التذمر من شيء أصبح لا قيمة له ولايعد تكافلا بل اتقاء كلاما في ظهر الغيب لايسر