رن هاتفي فجأة فكسر الصمت الذي أعيشه في لحظة تفكير في أمر ما فإذا به أحد الأصدقاء يبادرني السؤال هل تعرف أحد في الجهة الحكومية الفلانية فاستغربت سؤاله المفاجئ فجاوبته بسؤال مضاد لماذا ياصديقي فأخذ يسهب في شرح السبب وبدأ بقوله أريد أن أحصل على خدمة من تلك الجهة التي تؤمن الخدمات للمواطن فذكرت ولماذا تريد مني أن أعرف أحدا في تلك الجهة فقال متهكما لابد من ذلك حتى تنجز معاملتي بسرعة فقلت له إن هذه الجهة الحكومية تعمل بنظام وأنت أمورك نظامية فلماذا كل هذا فقال أنا لا أعرف النظام فرديت عليه أقرا عن النظام وسوف تعلم أننا بحاجة ماسة لمعرفة ماهي حقوقنا وماهي واجبات تلك الجهات الحكومية الخدمية والتي أنشئت وصرف عليها الملايين من أجل تقديم تلك الخدمات فلم يقتنع صديقي فمازحني قائلا أنت لا تعرف أحدا سوف أتصل بغيرك لعله يسهل علي ما أريد وأقفل السماعه وبخاطره من عتب الأصدقاء علي فقلت بنفسي لماذا لايكون لدينا ثقافة النظام مثل الدول المتحضرة والتي لايكاد الجار يعرف جاره ومع ذلك الأمور تسير بتقدم ونحن نسير للخلف مع كل عام ولماذا لاتساهم المؤسسات التعليمية والإجتماعية بغرس تلك الثقافة في أفراد مجتمعنا لكي نوفر على أنفسنا الجهد والوقت وحتى فواتير المكالمات بالأصدقاء !