تريترة !!!! - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

04-02-2012 07:08 PM

سالم مخلف
سالم مخلف


تريترة !!!!


في مدينتي عرعر الصغيرة الحالمة والقابعة في اقصى الشمال كانت هناك مجموعة من الاقترانات والارتباطات التفاعلية المضحكة والغريبة إلا انها جميلة وبريئة كجمال وبراءة قلوب وسريرة سكانها آنذاك ..

على سبيل المثال لا الحصـر :

كان هناك إقتران شرطي فظيع بين المطر والكهرباء ..... تخيلوا ؟!!
فعند اشتداد المطر في احدى ليالي الشتاء كانت أمي تنهض مسرعة لتهيئ مصدر الاضاءة البديل ومبعث النور الذي لايخيب الا وهو السراج ، وبالفعل لايخيب حدس أمي الحبيبة وسرعان ماتنطفئ الكهرباء ، ومن حسن الحظ بأني وأختي العزيزة قد تناولنا وجبة العشاء، لذلك لم يبقى من برنامج أمنا سوى أن نخلد للنوم ونصحى باكرآ للوصول لمدارسنا .. ولكن هيهات ..
فالضوء الخافت للسراج كان يجلب لنا قلق وخوف طفولي فطري من الظلام .. هنا يأتي الدور السحري للأم وأيضآ الدور التربوي والتعليمي والسيكلوجي لعلاج هذا الأرق الطارئ لدى الأبناء ليكملوا ليلتهم ويستعدوا لنهارهم بكل راحة ونشاط .

كانت أمي تعرف حبي لفوضى المفروشات لذلك كانت تتعمد رمي الوسائد واللّحف في كل أنحاء الغرفة رغم حرصها الشديد على الترتيب ، أثناء ذلك كنت وأختي نلعب ونقفز ونتمدد في كل زاوية ، وبعد فترة ليست بطويلة تفاجئنا..

يقولون ياعيـالي :

كان هناك قوم سمعوا أن غارة تبي تجيهم فشدوا ركايبهم وهجوا خايفين من الغارة ، ونسوا وراهم ثلاث بنات من شدة الخوف ، فكان كل واحد يبي يفك روحه وغدى للناس صجه ولجه وعقب ماهجوا جت تريترة تدوّج بالمرّح وشافت البنات وقالت لهن :
عندي طهور (ختان طفل ) وأبيكن ترقصن بهالطهور وش رايكن ؟؟ فوافقن بعد مابقين لحالهن لاوالي ولا قاني ، وكل مامشت مشوار سألتها وحده من هالبنات ... وين اهلك ياتريترة ؟
فترد عليهن : ورى هالبطين ( المكان المرتفع )
ومشت بهن مشوار طويل حتى جابتهن لبيتها وسلمتهن لولدها (السّعر)وركبت حمارها وأندست بلها مكان حتى تبرد أسنانها بالمبرد لتأكل البنات .
ويومن تريترة غايبة قالن البنات للسّعر :
حنا نبي نطلع عشان نجمع لك ورد وشيح وانت خلك بالبيت ، ووافق فهجن كلهن ماعدا العرجا ماقدرت تلحق بخواتها فدورت لها عن جحر وأندست به ... ويوم جت تريترة لبيتها مالقت البنات وسألت ولدها عنهن فأخبرها أنهن يجمعن ورد وشيح له فقامت تتويل وتقول :ياويحي من صيدتن صدتها وغريت منها.

ركبت تريترة حمارها تتقفى الأثر فكان حمارها يقص الأثر وقطعت مسافة طويلة فشاهد الحمار جحر وظل يشمشمه حتى عرفت تريترة ان فيه وحده من البنات فنزلت من حمارها وقامت تحفر وكل مامر علها واحد سألها : وش تحفرين ياتريترة ؟ فترد عليهم :
أحفر ضب ولا له رب ولا له عكرة تقضب
وخوات البنت وصلن لأهلهن وعلمن أخوهن وجاء على فرسه يبي يفك أخته ويبحث عنها ، فمر من عند تريترة وسألها نفس السؤال وجاوبت نفس الجواب...
فسمعت البنت صوت أخوها وقالت : لاوالله ياخيي تبيني عشان تاكلني ، فضرب رأسها بسيفه وقتلها وبذلك خلّص الناس من شرها .)

في هذه الأثناء تمسح أمي بيدها الحنونة على رأسي وأنا في قمةالنعاس وبالكاد افتح عيناي ويغلب على صوتي نبرة التثاؤب وأقول لها يمه صحيني بدري عشان مايفوتني الطابور ) وتكون هذه آخر جملة لي تلك الليلة .

هذه القصة رغم رعبها إلا أنها تحمل بين طياتها الكثير من الفوائد والمواعظ ، فهي تحث على الحرص والإنتباه وعدم اللعب بعيدآ عن البيت والذهاب مع الغرباء أيآ كانوا وتعلم الأبناء الترابط ووجوب مساعدة بعضهم البعض وأن الحق هو المنتصر في النهاية .

الآن أدركت حقآ قيمة تلك الحكايات وعرفت أننا نهلنا منها كثيرآ من العبر والعظات وأنها بشكل أو بآخر لعبت دورآ في رسم طريق حياتنا وتصرفاتنا .
يقول علماء النفس : إن حكايات الاطفال التي يرويها لهم الوالدين هي أساس في إعمال فكرهم وتنشيط خيالهم .

لذلك عندما يختفي نجم قصصنا الجميلة ويقل السرّد للطفل فكأننا نتركه لقمة سائغة للإرسال الخارجي ومايكتنفه من معطيات تكنولوجية تلتهمه وتسيطر عليه ، لكن في القصة يتعلم الطفل مباشرة ويتمثل طريقة الكبار في الإيحاء والوصف ويتعلم معاجم لفظية لائقة وجميلة بدلآ من التلوث السمعي المستمر من الاعلانات والسمعيات الفجه ويوظف مايحكى له في قيم اخلاقيه تنشط ذهنه وتعطيه دروسآ يسترشد بها .

إذآ على الأم والأب أن يعايشا النهضة التعليمية الحديثة وألا ينسيا بأن القصة جزء مهم من التراث والثقافة وتربية الوجدان وأنه يجب أن يربيا طفلهما تربية فيها تفاعل وتعاطف وإلتصاق .

أشياء كثيرة نحملها معنا وتلتصق بنا وتبقى ذكراها في مخيلتنا الى وقت بعيد واليوم وأنا استرجع شريط الطفولة أحن كثيرآ الى تلك المغامرات الليلية التي كانت ترويها أمي ( رحمها الله ) لننصب أنفسنا أبطالآ بها .

ومع حلول ليل كل مساء وفيما أتجه لفراشي أرجع بالعمر الى الوراء وأرسم أبتسامة على شفاهي وأستحضر أمي الغائبة من زمن لتمسح رأسي مرة أخرى كما كانت تفعل وتسرد على مسامعي من كنوزها القديمة التي لاتنضب .

سالم مخلف العنزي


خدمات المحتوى


التعليقات
#26844 Saudi Arabia [ابو بندر]
04-02-2012 07:40 PM
تسلم ابو نوت

كما عهدناك مبدع استمر

وفقك الله

[ابو بندر]

#26870 Norway [فهد]
04-03-2012 05:56 AM
اشكرك ابو نوت على الطرح الجميل ومشكوره ياصحيفه عرعر على المواضيع الجميله اخوكم فهد عبدالله الرميزان ابوانواف

[فهد]

#26871 Saudi Arabia [ابو فهد]
04-03-2012 06:33 AM
معليش يا اخي العزيز ما فهمت شي


والمعذرة لأني لم افهم

[ابو فهد]

#26875 Saudi Arabia [ولد الفلنطي]
04-03-2012 08:13 AM
ياملا اللي ياتريتره

يعطيك العافية يابو نوت

[ولد الفلنطي]

#26891 Saudi Arabia [ابو العتاهية]
04-03-2012 01:45 PM
تأملت المقال واستعدت ذكريات جميلة خاصة السراج







ومع تريتره لا تنسى قصة ( العوي ) ذبحونا به





تحياااااااااااااااااااااااااااااتي

[ابو العتاهية]

#26941 Saudi Arabia [فرزاتشي]
04-04-2012 12:21 PM
تأملت المقال واستعدت ذكريات جميلة
مرررررررررررررت على القصة اللهم ارحم واغفر لوالدتي
مقاااااااااااال رائع جداً عاد بي الي الحنين

[فرزاتشي]

#26968 Saudi Arabia [طلال العنزي]
04-04-2012 07:34 PM
سالفة السراج











يالله ذكرتني بأيام وايام




أشكرك

[طلال العنزي]

#27100 Saudi Arabia [فهد الصقري]
04-06-2012 09:16 PM
الله عليك يابو نوت ..


ابكيتني ورب الكعبه وانت تسهب بالكلام عن امك

رحم الله امك رحمه واسعه واسكنها نعيم جنانه


تخيلت مشاعرك وانت تتكلم عن هذه الام ونزلت الدمعه بشكل لاشعوري

يالله مااعظم فقد الام


اتذكر مقوله او مثل لااذكره صاحبه وهو : يظل الرجل طفلا , حتى تموت أمه, فإذا ماتت شاخ فجأة..

يبدو انني جنحت كثيراً عن الموضوع الرئيس .. لكن ..

تخيلت بعض المواقف التي عاشها الاستاذ سالم عندما كان طفل مع والدتها رحمها الله

وعشت نفس الدور وبكيت لاشعورياً


شكرا لـنزف قلمك الوافي وفكرك المنير ,,

[فهد الصقري]

#27156 Saudi Arabia [فهد العنزي]
04-07-2012 10:27 PM
ما أجمل الذكريات

فعلا تبتسم وانت لا تشعر عندما تقرأ

كلاما يلامس شعوركـ وأحاسيسكـ

فوائد جمه تخللت القصة


لله دركـ اخي سالم

لاعدمنا كتاباتك الجميلة

[فهد العنزي]

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى