|
حقوقنا مابين الرشوة والنشوة !!
اتصل احد الأشخاص على برنامج إفتاء في احد القنوات يسأل عن حكم إعطاء الموظف شيء من المال كي ينجز له معاملته ؟! ، ورد الشيخ بسؤال : هل ما تريد انجازه حق مشروع لك لا يشاركك فيه احد ؟ وهل دفع المال هو الحل الأمثل لإنجاز معاملتك ؟ ، فأخبره السائل : إن المعاملة حق مشروع له ، وليس لديه حل آخر غير دفع المال للموظف لإنهاء معاملته ؟! ، حينها اخبره الشيخ بجواز ما يفعله ولا بأس عليه هو ولكن المال يعتبر حرام على الموظف الذي يستلمه ؟! لأن العمل وإنهاء معاملات وحقوق الناس واجبه على الموظف ويستلم على ذلك راتب من الدولة !!
ومن جهة أخرى ، يقول لي صديق في حديث سابق انه يعرف شخص يحلف انه يستطيع نقل وتعيين أشخاص مقابل مبلغ معيّن يدفع له ، وهناك من يوصلك لحقوقك الأساسية التي تضمنها لك الدولة وذلك من خلال دفع مبلغ معين له ! ،
حقوق مواطن أساسية سخرت له الدولة الجهات الحكومية وموظفيها لخدمته في حين أن هناك من هو داخل هذه الجهات أو خارجها يحاول تعطيل هذه الحقوق لكي تكون بوابة تجارية له للكسب من المواطنين فيستغل هؤلاء الفاسدين حاجة المواطن وجهله بالنظام أو ربما خوفه من تأخر أو تعطيل معاملته أو حقه وذلك مقابل أن يقدم لهم خدمة وفرتها الدولة لهم بالمجان !
أشخاص من خارج بعض الجهات يستطيعون الوصول لبعض المسئولين وعينات من الموظفين لا يخافون الله ويستغلون مناصبهم وأماكنهم التي وضعتهم فيها الدولة وجعلتهم حراس لهذه الأمانة بطرق غير شرعية متناسين فداحة ما يقومون به في حق دينهم ووطنهم وقبل ذلك في حق أنفسهم ومتناسين أن هناك حساب وعقاب عاجلاً كان أم آجل ، ومتجاهلين دعوة مظلوم لا يوجد بينها وبين الله عز وجل حجاب !
ولم تكن تلك الفئة فقط هي وحدها من يعطل أمور وحقوق ومصالح البشر الذي تكفلت بها الدولة وحفظتها لهم بل أن هناك موظفين يزعمون أنهم يخافون الله فهم لا يأخذون المال لإنجاز معاملات الناس ولكنهم يعطلون معاملات الناس بدون وجه حق أو سبب معين غير سبب واحد أنهم يشعرون في داخلهم بالنقص وذلك لأنهم يتمنون أن يكونوا مهمين في المجتمع ولهم كلمتهم فيعطلون أمور الناس ومعاملاتهم حتى تتوافد اليهم الشخصيات والواسطات وخلال ذلك يشعرون بـ(نشوة) العظمة والأهمية والمكانة الرفيعة وهؤلاء مثلهم مثل من يأخذ المال فكلاهما ظالم لنفسه ولغيره كلاهما يقتات على حاجات الناس وضعفهم من خلال الضغط عليهم وتعطيل مصالحهم لتحقيق ما يصبوا إليه !
فاسدون ومفسدون يعيشون بيننا في عدة صور وأشكال يبخسوننا حقوقنا ويظلموننا ، ولكنهم لن يستمروا طويلاً متى ما كان هناك رجال يخافون الله قبل كل شيء ثم تهمهم مصلحة وطنهم ومجتمعهم يوقفون أولئك المفسدين عند حدهم ويكشفونهم أمام الناس ويحفظون حقوق الناس التي بدأت تتحول إلى هموم على الناس وليست حقوق كل ذلك بسبب عينات فاسدة مفسدة لابد أن تجتث من كل مكان ليسوا أهل له وخاصة الأماكن التي يطلبها الناس كثيراً .
وقبل الختام أحب أن اذكر تصريح لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية ( قبل أيام ) شدد فيه على الاهتمام باحتياجات المواطنين وتقديم كافة الخدمات لهم مثل توفير الكهرباء والماء والخدمات الصحية وغيرها من الخدمات الأخرى لما لها من أهمية بإحساس المواطن بالأمن والآمان الذي تسعى حكومة خادم الحرمين الشريفين جاهدة على تحقيقه على ارض الوقع .
وهذا التصريح لم يكن الأول ولن يكن الأخير في الحرص على الاهتمام بحقوق وواجبات المواطن التي توليها الدولة أهمية كبرى ويهتم بها كبار رجالاتها .
آخر سطر :
قيل : هي النفس ما حَمَّلْتَها تتحمل .. وللدهر أيام تجور وتَعْدِلُ
خالد المحيني
|
