السعوديون والمظاهرات
(اجعلوها جمعة لإعلان البيعة الشرعية والطاعة والجماعة )
إنها نصيحة محب وأخ مشفق لكل عاقل حول أصوات تطالب السعوديون بالانتفاضة والثورة للمطالبة بالحقوق الشعبية ومعالجة الأوضاع والمطالبة بالإصلاح عبر الثورات والمظاهرات التي يقولون أنها تعبير عن الحقوق والمشاعر والتضييق عليها نوع من كبت الحريات والقمع وبياناً للحق ونصحاً للخلق أقول :
إن المطالبة بالمظاهرات ضرب من الخروج عن الطاعة الشرعية وسلوك لسبيل الخوارج في إنكار المنكر فالمطالبة بالحقوق أمر مشروع ولكن وفق المنهج النبوي لا بالشعارات والمظاهرات التي لا أصل لها في ديننا الحنيف جاء في فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة ( ننصحك وكل مسلم ومسلمة بالابتعاد عن هذه المظاهرات الغوغائية التي لا تحترم مالا ولا نفسا ولا عرضا، ولا تمت إلى الإسلام بصلة، ليسلم للمسلم دينه ودنياه، ويأمن على نفسه وعرضه وماله. وبالله التوفيق.
ماذا يريد المنادون بها إن كانوا يقصدون الإصلاح فليس هذا سبيله فالمسيرات وتجميع الدهماء والغوغاء ليست وسيلة شرعية بل طريقة غربية وفدت من الكفار ليس فيها غير العنف وسفك الدماء والتدمير والتخريب وفيها إحياء لسنن الخوارج الذي شهروا إنكار المنكر والإصلاح المزعوم بطريقتهم .
ماذا نريد دعاة الفتنة تغيير الحكم بالشريعة أم إزالة العدل القائم ومؤسساته أم يريدون الثورة على الهيئات الشرعية التي تفخربها هذه البلاد المباركة
كفوا أيها المجرمون وتأملوا أيها العقلاء فساد دعواهم كفى كفى تلاعباً بالألفاظ الشرعية نزهوا الإصلاح والأمر بالمعروف عن المفسدين عليكم بأصول دينكم الجماعة الجماعة فإنما هلكت الأمم بتفرقها (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا )(ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين )
الجماعة رحمة والفرقة عذاب (من نزع يداً من طاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية )
عليكم بإظهار السمع والطاعة بالمعروف ولايستخفنكم دعاة الفتنة الذين يرجفون بأساليب شيطانية ويجعلون الدنيا قائد الناس في تعاملهم مع الحاكم ومعيار الرضا عندهم عطايا الحكام وهذا خلل ديني واضح فقد أوجب النبي صلى الله عليه وسلم السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وحال ظلم الولاة بأخذ حقوق الرعية ولماسأله الرجل عن أمراء يأخذون حقهم ويمنعون الناس حقوقهم قال أدوا الذي لهم وسلوا الله الذي لكم ولاتنزعن يداً من طاعة بل أمرنا بالصبر على جور الحكام أسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك هذا ديننا فكيف بأمراء في هذه البلاد يكرمون العلماء ويعطون الناس حقوقهم ويرفعون الظلم عنهم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وقد طهروا البلاد من الشرك ومظاهره إنه من السفه والجنون أن تنطلي أكاذيب دعاة الفتنة وحيلهم على الناس فيغمضون أعينهم عن الحقائق الباهرة ثم يبحثون تحت الركام عن أخطاء لايسلم منها أحد ليحاكموا الولاة عليها
إن المتأمل الذي يعظم النصوص الشرعية ويعمل عقله ليعرف فساد مطالباتهم وخبث طويتهم وسوء نيتهم لأنهم يسعون لزعزعة الثوابت الشرعية التي جاء الإسلام برعايتها من الحرص على الجماعة والحذر من الفرقة والاجتماع على الحق ولزوم إمام المسلمين والاجتماع معه وترك التفرق أو التشغيب عليه أو نشر مثالبه وتتبع زلاته وهذه طريقة أهل البدع أما أهل السنة فيعظمون الإمام ويعرفون حقه ويتعاونون معه على الحق ليكونوا من خيار هذه الأمة لامن شرارها .
ويلجأون بعد الله في هذه الفتن إلا العلماء الراسخين وقد قالت هيئة كبار العلماء كلمتها وأعلنوا الراسخون الحق فهل بعد الحق إلا الضلال (فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون)
مزيداً من العقل أيها السعوديون تفكروا فيما حباكم الله من النعم الوافرة ولاتكفروا نعم الله فإن ثبات النعم وازديادها مقرون بالشكر وتأملوا حال من سلبوا الأمن وثاروا باسم الإصلاح كيف وصل بهم الحال فقد ظهر الصبح لذي عينين.
اللهم أحفظ علينا أمننا وإيماننا وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا وأكفا شر الأشرار وكيد الفجار .
عواد بن سبتي العنزي
مدير عام فرع الشؤون الإسلامية بالحدود الشمالية
|