|
رسالة الى الوالي
العنوان مقتبس من فلم لعادل امام تدور احداثه حول رسول يحمل رقعة فيها رسالة الى احد الولاة ولايهمنا حقيقة بقية التفاصيل فالرسالة التي اود الحديث عنها لم تكن رسالة مكتوبة على ورق بل رسالة مكتوبة بلهيب النار.
تلك هي الرسالة التي اراد الشاب محمد بوعزيزي ايصالها الى الوالي (قبل ان يهرب ) زين العابدين بن علي ولأن المرحوم بإذن الله بوعزيزي لم يستطع ان يوصل شكواه مكتوبة الى بن علي قرر ايصالها نارية بحرق جسده لعله يرتاح من الفقر والظلم وقهر الرجال وليحترق بعدها عرش الرئيس التونسي بلهيب جسد ذلك الشاب المقهور من عسكري صفعه على قارعة الطريق .
اعلم حقيقة ان مافعله الشاب بإحراق نفسه ذنب عظيم ولكن الظلم أعظم كيف والله سبحانه وتعالى يقول في ما يرويه عنه نبيه الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم (( يا عبادي إني حرمت الظلم علي نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا)) , ولا اضن ذلك الشاب قد احرق نفسه احتجاجا على عدم اتاحة الفرصة له ليصبح رئيسا لتونس, او وزيرا, او حتى موظفا, ولم يكن محتجا على عدم الترخيص لأحزاب سياسية, او ان لديه الرغبة في رفع سقف الحرية, واكاد اجزم ان الناس لم يكونوا ليخرجوا في الشارع شارعين صدورهم للرصاص لو كان لديهم أدنى احساس بالعدالة , وهنا لب القضية ودعوني اذكركم بما حدث في فنزويلا قبل ثلاث سنوات تقريبا, عندما انقلب الجيش الفنزويلي ضد تشافيز, فخرج الشعب الفنزويلي للشارع معتصما ,ومطالبا بعودة تشافيز الى سدة الرئاسة, في حادثة غريبة وعجيبة وقد تكون الأولى تاريخيا ,فلم يسبق لشعب ان خرج متظاهرا للمطالبة بعودة رئيس مخلوع ,كما حدث في فنزويلا, وكل ذلك لأن الشعب الفنزويلي يشعر بأن تشافيز والي عادل, لاينبغي التفريط به, وفعلا رضخ الجيش لرغبة الشعب ,وعاد تشافيز لقيادة شعبه الذي يحبه, وشتان مابين ماحدث في فنزويلا وماحدث في تونس, وتلك هي الرسالة التي يجب ان يفهمها كل والي فورا, وليس بعد ان يفوت الآوان كما حدث مع بن علي, الذي لم يفهم تلك المعادلة الا بعد مرور 23 سنة ولم يشفع له تفتق ذهنه وفهمه بعد كل هذه السنوات فقد فوت الفرصة على نفسه كما فوتتها دختنوس التي ضرب فيها المثل المشهور القائل أفي الصيف ضيعتِ اللبن .
عودة سالم العنزي
www.odahs.com
|
