أحلامي في تعليم الصفوف الأولية

أحلم أحياناً أن يكون لي من أمر التعليم شيء فلو كان لي لانتقيت معلمي الصفوف الأولية من بين أكفأ الكوادر التعليمية ومن مخضرمي المعلمين والمعلمات ولفضّلت من يعولون أسراً وأطفالاً ومن يملكون مهاراتٍ أو خبرات خاصة في التعامل مع الأطفال ، ثم لوفرت لهم تأهيلاً عالياً ومكثفاً من البعثات والدورات الميدانية ومن الندوات والمحاضرات في علم النفس وعلم النفس التربوي وفي علم النمو وفي مهارات تعليم الأطفال وفنون التعامل معهم ولجعلت مهمتهم تربوية تهتم بغرس المبادئ والقيم التي تقوم عليها فضائل وأخلاق الأمة ومبادئ الدين الضرورية ، وتعليمية بسيطة لكن مركزة في تنمية رغبة التجربة وحب الاكتشاف والثقة بالنفس لدى الطفل ، ثم لعمدت إلى النظام الذي يحكم عمل هؤلاء المعلمين والمعلمات فأعدت بناءه ليكون لهم حوافز مادية مجزية ومغرية وحوافز معنوية ذات قيمة ومعنى تكون مصدر فخرهم وجزاء جهدهم مثل بطاقات الأفضلية التي توفر لهم الخصومات المجزية في القطاعات والمرافق العامة والشركات الوطنية وتمنحهم الأولوية في الحجوزات وفي أماكن الانتظار وتعفيهم من بعض أو من كل نقاط التفتيش والتدقيق في الوزارات والمنافذ والمطارات ، كيف لا وهم مؤتمنون على عقول وعقائد أبنائنا وعلى جيل الغد الذي سيرثنا ويسكن منازلنا ويحمل راية وطننا ، صحيح أنها خطوات جريئة لكنها كفيلة بجذب الكفاءات المتميزة وإعطائهم قدرهم الواجب وإشعارهم بالثقة وبتقدير الدولة والمجتمع لهم ما سيدفعهم للشعور بالمسئولية وللمزيد من العطاء والتميز ، يا سادة ، يا فضلاء ، معضلتنا اليوم تكمن في ضعف مبادئنا وتردي أخلاقنا وما نحتاجه هو نخبة مجتمعنا ونظامنا التعليمي من الرجال والنساء الصالحين والقادرين على غرس المبادئ الصحيحة والقيم الفاضلة في قلوب وعقول أطفالنا في صفوف التعليم الأولية التي يجمع أهل المعرفة أنها سنوات الغرس واكتساب الصفات الدائمة , نفعل لذلك لننتج مجتمعاً متسامحاً معتدلاً واثقاً من نفسه معتزاً بدينه محباً لوطنه بدلاً من هذا التطرف الذي نشاهده إلى أحد الجانبين مرةً تشددٌ وانغلاق ومرةً تسيّبٌ وانحراف على حساب الوسطية والاعتدال ، أرجو ألاّ يغضب مني أحلامي أحدٌ فليست سوى أحلام ..!