من بلاد العم فشلستان الى قنوات العصر والزمان - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

09-29-2010 01:50 PM

عمري رحيل
عمري رحيل


(من بلاد العم فشلستان الى قنوات العصر والزمان)


يقول أحد الحكام لابنه: بابني إن الناس إن قدرت أن تقول قدرت أن تفعل فأحرص على أن لاتقول تأمن أن لا تفعل0

وصاحبنا هذا عندما أوصى ابنه لم يقصد إلا صنف واحد من الناس هم من يصنفون على أنهم الغوغاء الذين يتفننون في صنع المشاكل والقدرة على التعطيل والتشويش 0

والغوغاء في هذا العصرالفضائي لم تعد ترتبط بالجهل وعدم العلم بل أصبحت الغوغاء متعلمة ونافذة وبين أيديها كل أدوات التحضر ولكنها تستخدمها وفاءا لروح الفوضى الفطرية التي كانت عليها وهذه إشكالية في العقل الذي يركن إلى بيئة غير متصالحة حتى لوكانت تستفيد وتعيش في ظل العالم المتحضر ،فمثلا الايجدر بنا أن نقف قليلا مع تساؤل المواطن الأمريكي المسكين الذي ضرب في عقر داره وهدم بنيانه من قبل دعاة أيدلوجيا الإقصاء ليصحو على انه في ذات المكان سيقام رمز لتلك الروح التي يعتبرها شريرة –معاذ الله - بل ويكون لاسم المكان دلالة على روح الهيمنه عندما يقحم اسم (قرطبة) الإسبانية كدلالة على أن هناك رغبة جادة لانتزاع مافي أيدي الآخرين وإدخاله في دهاليز التشظي ليتساءل :
هل أعيش أفضل لو قدر لي ان التحق في منظومة (قرطبة) هل أتعلم بشكل جيد واعلم أطفالي هل ادخل مستشفى راقي وهل أتناول وجبة عشاءنظيفة في مطعم هادئ انا وأسرتي وهل اسلم على جاري دون أن استفتي به احد من الأئمة المتقدمين والمتأخرين وأقوال الكتب الصحيحة والموضوعة في ذلك ، وهل الشارع الذي اسلكه لكي يوصلني الى عملي يجوز لي ان امشي فيه طالما انه يحمل اسم احد المختطفين من (ايدلوجيا الصراع)وهل علي أن أضيع وقتي لأبحث عن شارع آخر ليس له تلك الملاح المؤدلجة كي اطمئن إلى عدم نصرة المخالفين الذين أن أحالهم الله إلى (الأجداث) في جوف الأرض حتما سيكون حال هذا الأمريكي المسكين هو كحال ذلك المواطن الكويتي الذي صرخ بحرقة في التلفزيون وهو يتحدث عن أمه /وطنه الذي رباه بعدما رآه تقذف به أفواه الغوغاء وتذهب به كل مذهب يا أخي ما نبي (قم) و(لاتورابورا) فليذهبوا عنا ويتركونا نعيش من اجل مستقبل عيالنا 0

تماما كماهو حالي إذ عشت متابعا استحضار التاريخ (الأسود) على مدى اشهر لأزمة الأنظمة مع صناع الفوضى الممتدة من الباكستان إلى لبنان وما يتخلل ذلك من مهرجانات (تتسابق )على تغطيتها قنوات (النصرة) برسالة (sms) لكي تمتلئ جيوب أصحاب (الأقمار المظلمة) بالمال وتمتلئ قلوب أهل البلد بالشحناء والبغضاء وسبق أن كتبت مقالا-قلت فيه أن هذا الخليج الهادئ أصبح يعاني من تضخم في أدوات الفوضى التي هي القبلية والطائفية وستنفجر بين أيدينا أمام تراجع أو اختفاء لبعض مظاهر الدولة /الراشدة وهوكما يبتغي البعض فتجزئة المجزأ بحاجة إلى هذه الأدوات لكي تكتمل الصورة المرسومة فلا يكلف الأمر سوى قناة فضائيه ومعمم وملتحي لتشتغل مكائن التخريب وتنهش في مستقبل الأجيال فإذا لم تحاصر سنكتشف إننا في ذات يوم على الرصيف ولن يكون احد في مأمن من الهلال (الطائفي )الذي سيتحالف في بعض الأماكن مع الهلال (القبلي) ليشكل فضاءاته اللائقة به فلماذا يجعل البعض اوطانهم تدفع ثمن التاريخ الذي لم يشهدوه ونجاهم من دمائه ويحملونها أوزار الآخرين ولماذا يجعلون حتى من أسماء شوارعه لافتات مجرد لافتات لاستحضار الفتن في الذهن لتصفية معارك لاناقة لهم بها ولاجمل فلا معاوية ولاعبدالملك بن مروان ولاعلي وابنائه الظاهر منهم والمختفي بالسرداب –خوفا من السلطة- سيزيد من شانهم شيئا إذا وضعنا بأسمائهم شوارع لتبين عظم مكانتهم في القلوب حتى لو كانت شوارع تطفح بمياه الغسيل ولايقلل من مكانتهم شيئا اذا وضعوا بدلا منهم أسماء مدنهم وقراهم وقادة (النهضه) الحقيقه لكي تعرف الأجيال حجم التضحيات التي بذلها أولئك الرجال الحقيقيون على الأرض لكي تستقر الأنفس وتأمن الناس 0فكيف نقنع العالم من خلال هؤلاء إننا أفضل وأننا أكثر استقرارا وأننا الرحمة المهداة للعالم بينما واقع البعض من حولنا يقول لهم أن المسلمين دعاة لثقافة الكره لأنفسهم قبل الآخرين ولو على اتفه الاسباب يفجرون ببعضهم لوكان الامر لايتعدى اختلاف على حب (فريق كرة قدم) ولو قدر لهم امتلاك (السلاح النووي)-لاقدر الله- لصفوا أنفسهم حتى لو لم يبقى إلا طفل اعمي أصم ’بل وكيف يتعايشون مع الآخر ويثق بنواياهم وهم مازالوا يسمون شوارعهم ومدنهم ومدارس أطفالهم باسم مدنه ويحلم البعض ليل نهار بالعودة لها مكللين بالنصر المبين لتكون نساء (الاخر) وأموالهم غنيمة بأيدي المجاهدين الذين قبل إن يصلوا إليها لابد أن يمروا على أجساد مدنهم أولا، فلماذا تركن الأوطان بسلطتها الحقيقة إلى إرادة مغتاليها انها ذات المفارقة العجيبة التي جعلت اولئك (المهاجرين) يتهامسون فيما بينهم وهم يسيرون على مقربة من قصر ملكة (بريطانيا) ليحققوا حلم تحويله الى (مسجد) وهذا القصر الذي هو الذي اواهم بعدما شردتهم انظمتهم القمعية واجلستهم جلسات (الأبطال ) وانتهكت كرامتهم الادميه ومع هذا حتى لايتهم الاخر المعتقد (باللؤم) وان التعاليم السمحة التي تدخل الجنة والنار بسقاية الماء وحرمانه لهرة لاتتفق مع لؤم البعض والإحسان اليهم ويجب منعهم كما منع عمر رضي الله عنه قريش من أن تجتاز شعب (الحرة) لكي لاتفسد على الاخرين اوطانهم –فما كان الحزم والبطش في شيئا الا زانه ومانزع السوط عن ظهور العامة والسفهاء الا طالت رقابهم فقتلته-رضي الله عنه- المؤامرة السياسية أكثر مما قتله أبو لؤلؤة المجوسي كما هو عثمان –رضي الله عنه –الذي قتله اللين والرحمة والرأفة أكثر مما قتلته (قوة أهل الفتنه) 000وقتله سقوط (الهيبة) من حوله في عيون المتربصين أكثر من قوة سواعدهم فاستضعفوا ولاته /سوطه حتى أصبحوا يعزلون من يشاءون ويولون من يشاءون كلما رفعوا لافتة نريد هذا –ولا نريد ذاك بل إن أثرالسقوط أخذ يتجلىبشكل واضح بتجرأ الغوغاء على رفع أصواتهم بمجلس الولاة ووصل الأمر الىوضرب جلساء (الوالي) على مرأى ومسمع منه مثلما فعلوا بمجلس سعيد بن العاص أبان كان واليا لعثمان على (الكوفة )دون ان يجرؤ على معاقبتهم سوى بترحيلهم إلى معاوية وكانت التجربة غير مجدية وغير مقنعة بالمقارنة لما كان عليه مجلس (معاوية ) رضي الله عنه الأمر الذي أهله لكي يطرح مشروعه كرجل دولة بغض النظر عن كونه أميرا للمؤمنين واختطت له القاعدة ألدهريه الثابتة:

أرى الشام تكره ملك العراق
وأهل العراق لهم كارهينا
وكال لصاحبه مبغضا
يرى كل ماكان من ذاك دينا

حينها بقي عثمان –رضي الله عنه –مجرد كونه أميرا للمؤمنين تحبه الناس فقط والدهماء تحترم الذي تخافه لاالذي تحبه 0

فهناك رجال خلقهم الله هكذا ليكونوا قادة للأمة مهمتهم أن يقولوا للفوضى نحن 00ولا أحد اولئك هم البناؤون فعلا وأهل التمكين في الأرض عندما تكون مكوناتها البشريه والثقافية غير قابلة لتطبيق آليات (السلم الأهلي ) وفضيلة المواطنة تكون على اساس الحقوق والواجبات لا على أساس (الامتيازات العرقية والطائفية) أولئك فقط هم الآمرين الناس والناهين لا الذين يجيدون الاستماع 0

وكلما أتيحت لشواهد الفوضى (أيا كانت)كي تنطق برسالتها هي فقط حيث لاوطن سيبرز احدهم ملوحا بكرته الأصفر للحاكم إلى حين طباعة اللون (الأحمر)
فالحاكم إذا لم يكن متبوعا بسنان يذود عنه سيكون(ملكه) عبارة عن ديوانية او بيت شعر يتناول الكل في أروقته فنجان قهوة أوكاسة شاهي ويدلقها برجله عندما ينهض غير آبه 0

التاريخ لايحترم الحاكم الذي يتحول إلى مجرد درويش يتجول على (الديوانيات) ينهض له مرة ومرتين ثم يأتي عليه وقت يدخل دون أن ينتبه له أحد وسيجد نفسه مهزوما كهزيمة سالم الزير بعدما طوف عينيه حول مجلس كليب ولم يجد روح الهيبة فيه هناك فبكى

ذهب الخيار من المعاشر كلهم
واستب بعدك ياكليب المجلس
وتقاولوا في أمر كل عظيمة
لوكنت حاضر أمرهم لم ينبسوا


حفظ الله خليجنا الغالي من مراسلي الفوضى وقنواته 0

عمري الرحيل


خدمات المحتوى


التعليقات
#3718 Saudi Arabia [صالح الفالح]
09-29-2010 02:23 PM
اخى عمرى
الحديث ذو شجون والمتغيرات تحتاج الى الوعى بمجريات الامور

اسال الله القدير ان يحمى بلادنا

سعدت برويه قلمك بالساخه عودا حميدا


#3734 Saudi Arabia [واعي]
09-30-2010 03:47 AM
يالله ياعمري




رائع وربي أنت كاتب من الطراز الرفيع



استمتعت بكل حرف وكل كلمة





الف شكر ماتكفيك


#3735 Saudi Arabia [انطوائي]
09-30-2010 03:51 AM
وسبق أن كتبت مقالا-قلت فيه أن هذا الخليج الهادئ أصبح يعاني من تضخم في أدوات الفوضى التي هي القبلية والطائفية وستنفجر بين أيدينا أمام تراجع أو اختفاء لبعض مظاهر الدولة /الراشدة



والله فعلا أخي عمري القبيلة والطائفية تضخمت وكبرت جداً

لابد من وضع الحدود لها

مقال تفوح منه رائحة الثقافة سطوره تحكي عن كاتب عملاق


#3736 Saudi Arabia [ابوفواز]
09-30-2010 03:53 AM
الله يعطيك العافية ابوعمر






طولت الغيبة يابوعمر عسى المانع خير والله مشتاقين لك ولمثل المقالات الرائعة


#4077 Saudi Arabia [متابع]
10-10-2010 06:48 PM
مقال ياخذك لابعاد كثيرة وكثيرة








الله يعطيك العافية اخي عمري واستغرب عدم تواجدك بالنادي الادبي كأحد اعضاءه


#4078 Saudi Arabia [السهم]
10-10-2010 06:48 PM
عساك على القوة ابو عمر



ابداع وراء ابداع


استمتع بكل مقال لك


تقييم
4.15/10 (7 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى