أطفالنا وفرحة العيد الناقصة‎ - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

09-09-2010 07:51 PM

د/ ابراهيم حصيان
د/ ابراهيم حصيان


أطفالنا وفرحة العيد الناقصة‎


إن لدى أطفالنا شعور طافح بفرحة العيد , فتجد الواحد منهم ينتظر العيد بفارغ الصبر , ويعد الدقائق واللحظات في تلك الليلة , وربما لا يأتيه النوم من شدة الترقب , ويسأل أهله كثيراً عن الساعة؟! ويفتح خزانته مراراً , لينظر إلى ثوبه الجديد , وحذاءه الجميل , وكذلك الفتاة الصغيرة تراقب فستانها , وحقيبتها, وشرّابها , وحينما يحل الصباح , يبادرون بإيقاظنا , بالقبل الحارة لنشاركهم فرحة العيد , ولتقديم (العيدية) لهم , ليشتروا ما حلموا به بالأمس لتكتمل فرحتهم , ثم يتبع ذلك الانطلاق للأخوال والأعمام , لتقبيلهم وتحصيل العيدية منهم ,
العيد بالنسبة لهم ليس يوما عاديا ؛ بل هو حلم وأمل , فرحة وابتهاج , سعادة وانشراح , لحظات غالية.

كما يصفه الشاعر:
قد جاء العيد سـعيدا يمشي ، ما أحلى العيدا
يغمر أرجـاء الدنيـا فرحاً حلواً و نشــيدا
يمضي الأطفال طيـورا معه حباً وســرورا
وأقـام العيـد قليـلا ضيفاً في الأرض جميلا


تخيل كم ستكون فرحة أطفالنا ناقصة عندما لا يلتفت الأب أو الأخ , أو القريب لهم في صبيحة العيد , فلا يقبلهم , ويضمهم , ولا يمنحهم ولو مبلغا بسيطا من المال ؟ تخيل كيف شعورهم حينما يرون فرحة أولاد الجيران بالهدايا واللعب , ومتعة الشراء ؟ وكيف مرارة الحرمان عندهم في هذا اليوم البهيج ؟

لماذا أيها الأب تسرق الفرحة والابتسامة من وجوههم ؟ لماذا تغفل عن إظهار الرحمة , وتشح عن العطاء ببعض دريهمات تصنع الفرحة في قلوبهم ؟
لماذا تدعهم ينظرون إلى أيدي أناس بعيدين؟ لماذا تنمي دافع الشر عندهم , مما قد يدفعهم للسرقة لا قدر الله ؟ لماذا أيها الخال , وأنت أيها العم لا تحرص على إسعاد الطفولة , وتعفهم عن سؤال الغير ؟
هذا جانب إنساني وتربوي هام نحتاج الالتفات إليه , لإبعاد أبناءنا عن الحرمان , وذل السؤال .

وعند التأمل في سيرته صلى الله عليه وسلم نجده يقدم أروع الصور في إسعاد الطفولة , فهو يقبل الأطفال , ويلاعبهم , ويتابع لعبهم , ويمنع أي تعكير لهذا الجو المرح , ويتحمل العناء أحيانا في سبيل إسعادهم ,
فمن مواقفه: مارواه البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : تُقَبِّلُونَ الصِّبْيَانَ ؟ فَمَا نُقَبِّلُهُمْ . فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: \\\\\\\"أَوَأَمْلِكُ لَكَ أَنْ نَزَعَ اللَّهُ مِنْ قَلْبِكَ الرَّحْمَة.
فنستفيد من هذا الهدي الاهتمام بتقبيل أبنائنا ولا سيما في العيد لغرس الجانب النفسي , ولتنمية عاطفة المحبة والرحمة .

وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يأخذني فيقعدني على فخذه ويقعد الحسن على فخذه الأخرى ثم يضمهما ثم يقول: \\\\\\\"اللهم ارحمهمافإني أرحمهما\\\\\\\". رواه البخاري.
فهنا ينتهج النبي صلى الله عليه وسلم أسلوب التقريب , وإلصاق الجسد بالجسد (الضم) ؛ ليوصل الحنان بسلوك آخر , ثم يتبع ذلك بالدعاء الصادق.

ومن مواقفه صلى الله عليه وسلم أيضا: مارواه البخاري عن عائشة –رضي الله عنها-قالت: كنت ألعب بالبنات عند النبي – صلى الله عليه وسلم-، وكان لي صواحب يلعبن معي، فكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إذا دخل يتقمَّعن منه ، فيسرِّبهًن إليّ ، فيلعبن معي.
فهو صلى الله عليه وسلم يقدر حاجة الصغير للمرح واللعب , ويساعده لتحقيق هذه الحاجة , ويتابع بكل رحمة وعطف.

وعندما اعترض أبو بكر رضي عنه على التعبير عن فرحة العيد بالأنغام البريئة , الصادرة بعفوية من أفواه الفتيات الصغيرات , رده النبي صلى الله عليه وسلم , وبين له أن هذا مما يتسامح فيه لا سيما في الأعياد , وما لا يليق عند الكبار من باب الذوق لا ينبغي أن يحرم منه الصغار .

روى البخاري ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث – وفي رواية -: وليستا بمغنيتين، فاضطجع على الفراش وحوّل وجهه. ودخل أبو بكر فانتهرني، وقال: مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم ! فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: دعهما – وفي رواية– فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا بكر ، إن لكل قوم عيداً، وهذا عيدنا)).

وأخرج الشيخان وأحمد عن عائشة قالت: (إن الحبشة كانوا يلعبون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في يوم عيد فاطلعت من فوق عاتقه فطأطأ لي منكبيه فجعلت أنظر إليهم من فوق عاتقه حتى شبعت ثم انصرفت).

وهذا الاهتمام البالغ بالطفولة من نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم لفت أنظار المطلعين على سيرته ، من المستشرقين فسجلوا شهادات الإعجاب والدهشة. يقول لويس سيديو- مستشرق فرنسي - : \\\\\\\"لا شي أدعى إلى راحة النفس من عناية محمد بالأولاد . فهوقد حرم \\\\\\\"بأمر الله\\\\\\\" عادة الوأد , وشغل باله بحال اليتامى على الدوام...وكان يجد في ملاحظة صغار الأولاد أعظم لذة . ومما حدث ذات يوم أن كان محمد يصلي فوثب الحسين بن على رضي الله عنهما فوق ظهره فلم يبال بنظرات الحضور فانتظر صابرا إلى حين نزوله كما ورد . ما ألطف أقوال محمد عن حنان الأم وحب الوالدين \\\\\\\".انتهى كلامه.
ختاما أيها الإخوة: إن أولادنا ثمار قلوبنا ، وفلذات أكبادنا , وسند ظهورنا ، ونحن لهم سماء ظليلة ، وأرض ذليلة ، فإن غضبوا فلنرضهم ، وإن سألوا فلنعطهم ، ولا نكن عليهم قفلاً , فيملوا حياتنا , ويتمنوا موتنا.
وكل عام وأطفالنا بخير , وأنتم بخير.


بقلم : د/ إبراهيم حصيان العنزي
جامعة الحدود الشمالية


خدمات المحتوى


التعليقات
#3178 Saudi Arabia [ناصر]
09-10-2010 04:01 AM
نعم \"الأطفال\" احباب اللة يجب ان تكون لهم معاملة خاص في التربية


ودائما ما يكون الأباء والأمهات هم المحور الأساسي في تكوين شخصية الطفل


فالأب يجب ان يتخلى عن جميع العادات السيئة التي اعتادها وعلى الأقل ان لا يفعلها بوجود اطفالة .


والأم في البيت من مهامها تعليم الطفل العادات الحسنة في المأكل والمشرب وان تفي بكل ما يسعد الطفل .



والمهم الحنان بينهما \" الزوجين\"وتقديمه الى اطفالهم من جهة اخرى

وتعويد النفس بعدم الغضب عليهم لأتفه الأسباب واذا اخطأ الطفل فتعليمه بالحسنا حتى لا يقع في المرة الأخرى في نفس الخطأ .

اشياء كثيرة ربما لا اقوم بها انا مع اطفالي ولكن احاول ان افي بشئ منها .


تقبل مروري دكتور ابراهيم احصيان

ونورت مفخرة عرعر \"صحيفة عرعر اليوم \"


#3225 Saudi Arabia [الغالي]
09-11-2010 10:08 AM
ياهلا دكتور ابراهيم كل عام وأنت بخير


مقال رائع لفئة الاطفال الله يجزاك خير


استمتعت بالمقال وبالاحاديث النبوية الشريفة التي اوردتها


#3226 Saudi Arabia [ابومهند]
09-11-2010 10:09 AM
اي والله الأطفال روووووووووح الحياة



الاطفال نعمة من الخالق سبحانه وتعالى ، ومقالك يادكتور اكثر من رائع الف شكر لك


#3227 Saudi Arabia [المرسى]
09-11-2010 10:12 AM
أمثلة رائعة من حياة الرسول وتعامله مع الاطفال فهذا هو افضل الخلق عليه الصلاة والسلام يداعب الاطفال ويحبهم





قال تعالى ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا) نعم الابناء هبه عظيمة من الخالق فيجب الحرص على اسعادهم


اشكرك دكتور ابراهيم وسلم قلمك على ماكتبت


#3228 Saudi Arabia [السراج]
09-11-2010 10:14 AM
فرحة الطفل بالعيد كبيرة وفرحته وهو يأخذ هدايا العيد من اقربائه وجيرانه أكبر ياجماعة تكفون لاتقطعون عادة اعطاء العيدية للاطفال





أرجوكم كل شخص موظف أن يعطي العيدية لكل اقربائه من الأطفال أو الجيران تكفون


#3229 Saudi Arabia [علي الشمري]
09-11-2010 10:14 AM
الله يعطيك العافية


كل وأنتم بخير


#3264 Saudi Arabia [رائد العنزي]
09-12-2010 05:53 AM
يعطيك العافية يادكتور ابراهيم على هالمقالة الرائعه

الأطفال احباب الله وهم زينة الحياة الدنيا مع البنون


#3323 Saudi Arabia [سهر]
09-16-2010 04:48 AM
مقال رااائع يادكتور




#3335 Saudi Arabia [الوايلي ]
09-17-2010 11:30 AM
مقال رائع جدا والكــاتب اروع
نتمنى نرى اكثر من ابداعاتك يادكتور ابراهيم


تقييم
3.29/10 (193 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى