ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا

العفو عند المقدره (الكاظمين الغيضَ والعافين عن الناس) ، لقد هذب الإسلام نفوس المسلمين بصفات تصل إلى حد الفضيله التي لا يشوبها عيب او نقص مهما محصت وفحصت أن الفضيله في حدها الأقصى تعني نقاء السريره وحسن النيه وضبط النفس عندما تتعرض لما يوصلها الى حد ما لا يحتمل ، انه الصبر الجميل والله المستعان ..
لقد تجلت الفضيله بأبهى صورها ومعانيها ومضامينا بموقف أسرة الراحل الشيخ سعدون عيفان العيساوي _ رحمه الله .
أنه موقف الشيخ معن السعدون العيساوي وأخواته وابناء أخيه بتنازلهَم وعفوهَم لوجه الله عن : سعدون دحام الهذال واعتاقه تقربا الى الله ليرقى بهم جميعا الموقف إلى حد الخلق العظيم الذي وصف به الله عز وجل خير من خلق رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ..
إن التشيم عن الحق عند امتلاك قدرة الحصول عليه والتنازل عنه في ظرف قمة الغضب صفه لا يمتلكها الا من أراد له الله الأجر العظيم ثوابا للصبر والاحتساب من أجل الفوز ببشرى الصابرين عند رحمن رحيم .
الموقف ليس له أدق من وصف انه الرحمه التي ولدت من رحم الألم وهو اخلاق المؤمنين وشيم الكبار عند الشدائد فالموقف العظيم لا يحظى ويظفر به الا العظام اللذين تكسوهم المروءه والشجاعه بأبهى صفاتها وحللها عند حلول موجبها ليسجله التاريخ فريدا ومميزا يرتصع بكل معاني وصور الصبر الجميل .
أيها الكرام موقفكم يعني للجميع أنه مكارم الأخلاق وشيم الكبار ووفاء صالح الأبناء للآباء .
انه الواقع الذي تجسد كيفما كان ثقله ووقعه علي النفوس ليطرز بأحرف من نور سطرتموه في صفحة الخلق العربي المتناهي بالوصف والتعبير حسنا وبهاء في حال يوصف بأكبر مواقف الحياه .
الأجر لكم وعوضكم على الله ومن الله مقصدكم النبيل الذي اهديتموه أقصى ما تملكون من صبر ونبل ثمره اليانع كبر العطاء ..

لكم خالص الشكر وعظيم الامتنان آل سعدون الكرام أخوة نعتز ونفتخر بصحبتهم ما دامت الحياه والسلام ..