الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَتَمَّ عَلَى عِبَادِهِ الْمِنَّة َ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي أَكَمَلَ لَهُمُ الْمِلَّةَ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي شَرَعَ لَهُمْ مِنَ الْأَعْمَالِ مَا يُقَرِّبُهُمْ لِلْجَنَّةِ . . وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، الْمُسْتَحِقُّ لِلثَّنَاءِ وَالْحَمْدِ إجْلالًا وَتَعْظِيمًا، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَرْسَلَهُ إِلَى الْخَلْقِ بَشيرًا وَنَذِيرًا.. أَمَّا بَعْدُ :
قال سُبَحانَهُ: ﴿ وَللهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ البَيتِ مَنِ استَطَاعَ إِلَيهِ سَبِيلاً ) .َ
ايام تفصلنا عن أستقبال الأيام المعلومات ، الأيام التي جاء ضيوف الرحمن لأجلها مـن كـل فـج عـمـيـق و شـتـى البقاع يقصدون البيت العتيق ، أتوا جواً و بحراً و برّاً جمعتهم كلهم قبلة المسلمين، و مهبط الوحي ساعين بكل همة لأداء شعيرة الحج وأداء ركـن الإسلام الخامس بنشوة و فـرح يـشـعـر به كل من كُتب لـه أداء الفريضة و بـفـضل مـن الله و فـرت حـكـومــة خـادم الـحـرمـيـن الـشـريـفـيـن و سـمـو و لـي عـهـده الأمـيـن حـفـظـهـم الله لـلـحـجـاج و المعتـمريـن الـعـديـد مـن الخدمـات الجليلة و الامتيازات حـتـى ينعموا بـحـج مـبـرور و ذنـب مغفور و تجارة لن تبور و يُلزم شرف المكان والزمان الحجاج على احترام و تعظيم شعائر الله ، و البعد عما يدنسها ، و مما يثلج الصدر سعي الدولة حفظها الله ورعاها لتكون مكة والمدينة مدناً خالية من التدخين ، فتعاطي التبغ بكل أشكاله و صـوره لا يـتـناسب مع ظرفي الزمان و المكان و هيبة المشهد ، و التدخين يـضر مستخدمه و من يجالسه و يضر البيئة حوله و قـد يكون سبباً لا قدر الله فـي الحرائق و الكوارث ، أخي الحاج أعلم أن التدخين قـد ثـبـت ضـرره عـلى المدخن و مـن يـجـالـسه حـتـى و ان لـم يـكن مـدخـنـاً ، و بـالإقـلاع غـنـمـيـة لـجلب الـفـوائد الصحية و الاجـتـماعية و الاقتصادية المتحققة من تركه والابتعاد عنه ، و نحن في جمعية "معافى" الخيرية للتوعية بأضرار التدخين و المخدرات بمنطقة الحدود الشماليـة نـقـول :أجعل من حجك بداية لحياة جديدة بلا تدخين ولا تفوفت فرصتك للإقلاع عنه ، مساهمة في نشر الرسالة الصحية و السلوكية المعرفية عـن خلو مكة و المدينة من التدخين فـهي رسـالـة سامية و أساس لإعلام شتى بقاع العالم عن التبغ و أضراره ، و ضع بصمتك لحفظ المجتمع في المشاعر وتعزيز صحة الحجيج مـن آفة التدخين ، حفاظاً على تهيئة أجواء روحانية وبيئية نقية خالية من التدخين ، ولضمان عدم إيذاء غيرهم من الزوار لبيت الله الحرام ، وختاماً نسأل المولى لضيوفه حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا .

د . رضا بن قبلان العنزي
رئيس مجلس إدارة جمعية معافى