جرائم المختلين عقليا ... مسؤولية من ؟ - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

11-21-2016 01:54 AM

ساير هليل العنزي
ساير هليل العنزي


كثُرَ في السنوات الأخيرة نوع من الجرائم مخيف تحول إلى ظاهرة قياساً بما سمعناه و بما أشارت له بعض الإحصائيات غير الدقيقة ، ألا و هو "جرائم المختلين عقليا " و التي أصبحنا نسمع بها من حين لآخر ،و تحدثُ بشكل مروع ، و هذا لا يعني أنَّ هذا النوع من الجرائم لم يكن موجوداً في السابق، لكن الأمر الذي أختلف الآن هو ما أحدثته وسائل التواصل الاجتماعي من تقارب بين أبناء المجتمع، و سرعة وصول الخبر مما كشف عن وجود مثل هذا النوع من الجرائم و خطرها على المجتمع ، حيث تعددت جرائمهم و كثرت انتهاكاتهم ،و التي تعد اعتداء وحشيًا على المواطنين و المقيمين على حدٍ سواء.
فُجِعنا جميعا خلال الأيام الماضية بجريمة هزت المجتمع السعودي و أهالي مدينة الطائف بالتحديد، على أثر جريمة قاتل والدية و بطريقة بشعة و مروعة، لم نكن نسمع أو نشاهد مثل هذا النوع من الجرائم سابقا، و بعد التحقيقات ثبت أنَّ القاتل " مختل عقليا " و لم تكن هذه الجريمة الأولى و لن تكون الأخيرة إذا استمر مثل هؤلاء المرضى يجوبون شوارع المملكة بلا مأوى و بلا رقيب .
علما أنه أشارت آخر احصائية لمنظمة الصحة العالمية أن هؤلاء المرضى نفسياً و عقلياً يشكلون أكثر من 20% من سكان العالم، و في مدينة الرياض حسب آخر احصائية ما يقارب العشرة آلاف مريض نفسيا و عقليا يتجولون في شوارعها بلا رقيب و لا عناية.
و هذا ما ينذر بخطر يهدد المجتمع ، و مما لا شك فيه أن حوادث القتل الأخيرة تعد سببًا لفتح مثل هذا الملف من جديد.
و لعل الجميع يتساءل الآن : "ماذا يحدث إذا لم يحصل هؤلاء المرضى على العلاج والرعاية اللازمة و المراكز المناسبة لإيوائهم ؟ "
و هو ما قد يؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة و تعاطي المخدرات، و الاعتداءات المختلفة على المواطنين و المقيمين ، و قد يتعدى إلى أخطر من ذلك و هو تحويل هؤلاء المرضى المتروكين إلى مشاريع فكرية منحرفة كاستخدامهم و توجيههم ضد المجتمع في الإرهاب و الترويج.
و هذا ما يؤكد وجود قصور في الدور الذي من المفترض أن تقوم به بعض الأنظمة لتقديم الخدمات لهذه الفئة، و عدم تركها بهذه الطريقة دون احتوائها و معالجتها حتى يستقيم سلوكها في حياتها.
إلا أنه اختلفت الآراء حول من المسؤول عنهم و عن جرائمهم ، فهناك من يحمّل وزارة الصحة جزء من المسؤولية في عدم توفير برامج علاجية متخصصة لهم، و إيجاد مستشفيات تهتم بالأمراض النفسية و العقلية تسد الحاجة للأعداد المتزايدة منهم ، و كذلك بعض قرارات الوزارة التي تسمح للمريض أن يكون حرًا طليقًا تحت شعار "ممارسة المريض النفسي و العقلي لحقوقه كباقي أفراد المجتمع " و هذا ما يخالف الواقع و المنطق.
إلا أن البعض الآخر يلقي اللوم على وزارة العمل و التنمية الاجتماعية ممثلة بالشؤون الاجتماعية في عدم إيجاد جمعيات خيرية تدعم إنشاء مراكز إيواء تناسب هذه الفئة.
و منهم من يلقي بالمسؤولية على الجهات الأمنية التي لم تقبض على مثل هؤلاء و توجيههم إلى الجهات المعنية بحالاتهم.
كل ذلك يعيدنا مرة أخرى إلى التساؤل المطروح : من المسؤول ؟ و من يتحمل وِزْرٓ جرائم هؤلاء المرضى و الأبرياء الذين أُزْهقت أرواحهم و فقدهم أهليهم بدون ذنب ؟‏

ساير هليل العنزي

عضو المجلس البلدي بمدينة الجبيل .


خدمات المحتوى


تقييم
7.77/10 (13 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى